الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

صفحة من كاتب «أغاثا كريستي»

بدأت بقراءة روايات أغاثا كريستي في بدايات سنوات المراهقة وأذكر أن هذه الرواية بالذات أدهشتني.في الفصل الأول من رواية «المرآة المكسورة» تبدأ أغاثا بموقف الآنسة ماربل مما يحدث حولها من تغييرات.

«من الطبيعي أن يتغير كل شيء .. يمكنك أن تلوم الحرب (كلا الحربين) أو الجيل الصغير أو النساء اللاتي يذهبن للعمل أو القنبلة النووية أو الحكومة .. لكن الحقيقة، وبكل بساطة، هي أن المرء يتقدم في السن». تنتقل أغاثا بعدها للحديث على لسان الآنسة ماربل عن البيوت القديمة التي تعود إلى عصر الملكة آن والعصر الجورجي والتي تبدلت ببيوت منطقة التطوير التي تشبه المعلبات، وهو مصطلح آخر جديد عليها إذ يأتي على لسان الآنسة هارتنيل: «أشياء كثيرة لم يسمع بها المرء .. هذه العلب الكبيرة من رقائق الحبوب للإفطار بدلاً من القيام بطهو طعام حقيقي من اللحم والبيض للطفل! ثم إن عليك أن تحملي سلة بنفسك وتدوري في المحل لتبحثي عن الأغراض .. وعادة ما تكون حاجتك في عبوات غير مناسبة، إما أكبر بكثير أو أصغر بكثير مما تريدين، ثم عندما تخرجين هناك طابور طويل تنتظرين فيه لتدفعي الثمن».

نقلتني أغاثا- وكثيراً منا- إلى تفاصيل فترة زمنية لم نعشها ولم نكن لنختبر مثل هذه الأحاسيس بهذا العمق والدقة لولا حديث السيدتين في الرواية. هذه التفاصيل تغفلها كتب التاريخ التي ترصد التغييرات من منظور أكبر وأكثر شمولية.


أيضاً، لفتت أغاثا القارئ إلى حقيقة مرة، وهي أن بطلة رواياتها التي تُحب أيها القارئ تشيخ، تكبر كما يحدث معك تماماً ومع أي شخصية من أرض الواقع. ماذا أيضاً، هي واجهت أزمة إنسانية وجودية عميقة بشكل طريف وسلس. من كان يتوقع أن يجد كل هذا في رواية بوليسية يا ترى؟صفحة من كاتب «أغاثا كريستي»