الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل هي شعارات؟

لم يأت مفهوم ومصطلح إسعاد الموظفين في بيئة العمل عفويًا أو من منطلقات إنسانية بحتة، بل أنه جاء منسجماً مع التطلعات للمزيد من الإنتاج والإتقان في بيئة العمل، حيث وجد أرباب العمل والمنتجون وكبريات الشركات أنه كلما كانت بيئة العمل سعيدة ومريحة، انعكس ذلك على الموظف وأدائه.

ومثل هذا الاستنتاج لم يأت من خلال توقعات وتخمينات، بل من واقع الموظف والوظيفة وخبرات طويلة تمت فيها تراكمات عديدة للتجارب التي أضحت وكأنها حقيقة لا تقبل النقاش ولا الجدل تقول: إن بيئة العمل السعيدة متفوقة منتجة تملك مهارة ومتجددة.. وهذه الجوانب هي التي يسعى كل مدير عام أو رئيس مجلس إدارة في أي شركة لتحقيقها، فإذا كانت برامج ومبادرات تصب في إسعاد الموظفين ستؤدي وتحقق مثل هذه النتيجة فلا بأس.

لكننا اليوم نرى على أرض الواقع أن مفهوم إسعاد الموظفين يتغير ويصبح وكأنه شعارات لا تمت للواقع بأي صلة، وذلك من خلال انفصال إدارات إسعاد الموظفين عن واقع بيئة العمل.


على سبيل المثال عندما تعمل في بيئة لا تعرف فيها حقوقك كموظف أو توجد فيها ضبابية فيما يتعلق بآلية الترقيات والعلاوات، وتشاهد كموظف أن زملاء أقل منك خبرة وتعليماً وأقل مهارة وإنتاجية ويحصلون على ترقيات متتالية وأنت أمضيت عدة سنوات دون أي ترقية، دون شك أن الإحباط سينتابك ولن تكون موظفاً سعيداً. من هنا أين دور إسعاد الموظفين في التوعية والتعريف بحقوقك في بيئة العمل؟


من المؤكد أن هناك البعض من الأصوات ستقول بأن إسعاد الموظفين ليست مسؤولة عن الأخطاء في مقر العمل والتي ترتكب ضد الموظفين، وتكمن مسؤوليتها في برامج ومبادرات محددة، إلا أن مثل هذه الكلمات غير دقيقة، إسعاد الموظف إن أردنا نجاحه وفعاليته فإنه من الأهمية أن يتدخل في مختلف جوانب الوظيفة والموظف. يجب أن تدرك إدارات إسعاد الموظفين أنه لتحقيق رسالتها ولتنجح في مهمتها فإن الموظف هو رقم واحد، ومن هذا المنطلق من الأهمية أن تتدخل وتعمل على حل كل ما يعكر صفوه وكل ما يعترض مسيرته الوظيفية، وليس الاكتفاء بشعارات أو مبادرات بعيدة عن واقع الموظف وحياته العملية.