الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«الكاف» تحت الاستعمار!

يبدو أن حالة الارتباك والشكوك وغياب الشفافية والاتهامات المتبادلة التي تسود الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) ستقود إلى نتائج وخيمة ومزيد من التراجع.

وتخيل الأفارقة بعد نجاحهم عبر الانتخابات في إزاحة الرئيس السابق الكاميروني عيسى حياتو، بعد 30 عاماً، والإتيان بشخصية جديدة من مدغشقر هو الوزير السابق أحمد أحمد، أنهم بدؤوا طريق الإصلاح والحوكمة واستعادة النزاهة والعدالة في إدارة اللعبة في القارة السمراء، ولكن هيهات!

ففي أقل من عامين، واجه الرئيس الجديد اتهامات عديدة بالضعف وقلة الخبرة، وتعرض لشكاوى واتهامات أخلاقية ومالية تحقق فيها لجنة الأخلاقيات بالفيفا، كما تعرض للتحقيق أمام السلطات الفرنسية في اتهامات أخرى إضافة إلى سقوط العديد من كبار مناصريه في أفريقيا في جرائم فساد. ولم يكن بعيداً عن ذلك أزمة عجز الكاميرون عن تنظيم كأس أمم أفريقيا التي أنقذتها مصر وتقام حالياً في ربوعها، ولا أزمة إعادة نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد المغربي.


وفاجأ أحمد أحمد أوساط الكرة العالمية باتفاق غريب لوضع الكاف تحت الانتداب من الفيفا، عبر اتفاق وصاية وإشراف إداري كامل من الجهاز الإداري للفيفا بقيادة فاطمة سامورا الأمين العام للفيفا، على أن يستمر ذلك لمدة ستة أشهر، بهدف فرض الحوكمة والنزاهة وتحقيق الإصلاح.


وفي الوقت الذي حصل فيه إنفانتينو رئيس الفيفا على موافقة من مجلس الفيفا على وثيقة الانتداب، رغم اعتراض البعض، لم يحصل أحمد على موافقة أعضاء اللجنة التنفيذية بالكاف، رغم صدور بيان إعلامي عن تفاصيل الوثيقة، وهو ما دعا سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي إلى رفض الوثيقة ورفض هيمنة الفيفا، وربما ترفض ذلك اللجنة التنفيذية للكاف في اجتماعها الشهر المقبل.

ورغم ترحيبي بتحقيق الإصلاح والحوكمة في الكاف، فإنني أنضم إلى بعض الآراء المحترمة في الصحافة العالمية، والتي تشبه الوثيقة بأنها تستنسخ شكل الاستعمار البريطاني في إدارة مستعمراته في القرنين التاسع عشر والعشرين بواسطة نظام الانتداب والمندوب السامي.

السنغالية سامورا ستصبح المندوب السامي للفيفا في إدارة «مستعمرات» الكرة الأفريقية، فهل ترضى بذلك شعوب القارة السمراء؟