السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

أيام البشر بين «المانغروف» والمخدرات

أيام البشر بين «المانغروف» والمخدرات

باسمة أبو شعبان

يتوافق تاريخ اليوم الـ 26 من يونيو مع مناسبات عالمية، أهمها اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وهي العبارة التي أثارت صياغتها استغرابي، ودهشتي، لأنني فهمت منها أن استعمال المخدرات ممكن، وما تُنكره الأمم المتحدة هو سوء الاستعمال، وشملت الدهشة العبارة التالية، التي نفهم منها أن هناك تجارة مشروعة وتجارة غير مشروعة بالمخدرات، وهو ما جعلني أشك في دقة الترجمة، لأن كلنا يدرك أن المخدرات هي أخطر أمراض العصر وأكثرها فتكاً في الشعوب والمجتمعات، وتدميراً للشباب، فهل نتقبل استعمالها وننبذ سوء استعمالها؟، بينما الحكمة تقضي بمنعها، ومنع الاتجار بها نهائياً.
بحثت في الأمر، فأدركت مدى استعجالي في الحكم، وذلك عندما تنبهت إلى الاستعمالات الطبية لهذه المواد، والتي لا يمكن استغناء الأطباء عنها في بعض الحالات المستعصية التي تستوجب استعمالها، حفاظاً على حياة إنسان مريض، من هنا كان منها المشروع وغير المشروع، يا لسوء فهمي.
وبعد شهر بالضبط ، وفي 26 يوليو، يحتفل العالم باليوم الدولي لصون النظام الأيكولوجي لغابات المانغروف، وهي فصيلة من النباتات التي يمكنها تحمل المياه المالحة جداً، وعادة ما نجدها على شواطئ البحار، فهي مأوى لبعض الحيوانات، ومحطة توقف واستراحة للطيور المهاجرة، كما أنها جدار طبيعي ضد التسونامي والفيضانات، بجانب دورها في تزويدنا بالأكسجين في المناطق التي تتعذر حياة النباتات فيها، أضف إلى ذلك خصوصيتها في امتصاصها المعادن الثقيلة كالكبريت السام؛ من المياه والهواء، وهذا سبب أهميتها للتوازن البيئي، ودعم استدامة الكائنات الحية.