السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هل يحكم ترامب العالم من عاصمة عربية؟

هل يحكم ترامب العالم من عاصمة عربية؟
انتقلت الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، ولم يبق غير أن يختار الرئيس ترامب عاصمة عربية لينتقل إليها البيت الأبيض وينصب نفسه والياً على هذه الأمة المنكوبة في كل شيء..

المدهش أن أخبار الرئيس ترامب حول الشرق الأوسط تتصدر الآن النشرات العالمية، فلا أحد يقرأ شيئاً عن الأحداث داخل أمريكا.. نحن أمام رئيس ترك كل شؤون الداخل وقرر أن يحكم عبر الحدود.. والسؤال هنا: لماذا قرر ترامب أن يكون الشرق الأوسط مقراً لحكمه؟.. وهل اختار ذلك ليكون قريباً من الصين المنافس الصاعد والقوة الاقتصادية والسكانية والجغرافية التي لا يوقفها أحد؟، وهل اختار ترامب الشرق الأوسط ليكون على حدود الهند وهى أيضاً قوة صاعدة أم أن فشل أمريكا في احتلال أفغانستان وبعد ذلك العراق وكل ما جاء من التوابع التي أدت إلى تراجع الدور الأمريكي في العالم كله كان السبب في هذا الاختيار؟

منذ سنوات بعيدة لم تكن هناك مناطق صدام بين أمريكا وروسيا، ولكن الجيوش الآن قريبة جداً في مياه البحر المتوسط، حيث عادت البحرية الروسية ليس في البحر فقط، وإنما من خلال قواعدها في سوريا وعلاقات خصوصاً مع إيران وتركيا بل والعالم العربي، ومن هنا فإن الجميع الآن يتصارع على جثث الحروب الأهلية في العالم العربي، ومن هنا كان الاختيار الأمريكي بأن تدار شؤون العالم من هذه المنطقة.


ورغم طموحات الرئيس ترامب، والحلم الأمريكي الصاعد، إلا أنه يخوض ثلاث معارك قد تكون سبباً في فشل مشروعه وسقوط أحلامه.


إن الرئيس ترامب يراهن على النجاح في الانتخابات، ويتصور أنه يمكن أن يعود إلى البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية من بوابة الشرق الأوسط، والبترول، وعائد الحماية وصفقات السلاح رغم أن أعباء المواطن الأمريكي لن تحل في العواصم العربية.

من جهة أخرى، فإن الرئيس ترامب يراهن على ردع إيران، وهو لن يغامر بدخول حرب معها، وهو يحارب لأجل البقاء في البيت الأبيض، ولهذا فهو لا يضمن توجيه ضربة عسكرية سريعة تجهض القوة الإيرانية في عملية سريعة قد توسّع فاتورة الحرب من الخسائر في الأموال والبشر، وتفسد عليه طموحه في العودة إلى البيت الأبيض رئيسا لفترة ثانية.

أمام الرئيس ترامب أيضاً مشروعه الغامض مع إسرائيل، وهو صفقة القرن، وكان من المتوقع أن يعلن عن هذا المشروع بعد عيد الفطر، ولكن تقرر تأجيله حتى إعلان الانتخابات الإسرائيلية، ويبدو أنه وجد رفضاً عربياً للصفقة خصوصاً من الشعب الفلسطيني.

أمام هذه القضايا الثلاث يقف الرئيس ترامب حائراً، هل يحارب إيران حتى لو كان الثمن باهظاً أم يتفرغ لمعركة الانتخابات الرئاسية، وهي رغم كل شيء غير مضمونة؟.. أم يفتح الجرح الفلسطيني العربي في صفقة القرن؟.. من أجل هذا لا بد أن يختار ترامب عاصمة عربية ينقل إليها المقر الرئاسي في البيت الأبيض ليدير العالم كما يحب وكما يريد.