السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سقوط العمائم

سقوط العمائم
مع سيطرة الأزمة الحالية في ظل التصعيد الإيراني اتجه الجميع إلى القنوات التلفزيونية ومقالات الرأي والأخبار في الصحف اليومية، وكذلك الانطباعات التي تسيطر على السوشيال ميديا، واتّضح لي أننا في أشد الحاجة لمعرفة إيران من الداخل، ولكن دون الوقوع في فخ الطائفيّة والعنصرية، فالتحليل العربي للشأن الإيراني تسيطر عليه السطحية إلى حد كبير.

لا أدعي معرفة أعمق من غيري، ولكنني اتجهت إلى استطلاع رؤية المراقبين والمعارضين للنظام الإيراني من الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج، وكانت المحصلة حافلة بالمفاجآت ليزداد يقيني أننا لا نعلم الكثير عن الداخل الإيراني، الذي يبدو للكثيرين منا متماسكاً، ولكنه على العكس من ذلك على مستوى السلطة الحاكمة التي توجد بها مشكلات بين رؤوس النظام، وتحديداً المرجعيات الدينية التي يقودها المرشد الأعلى، وبين الحرس الثوري الذي يتمدد نفوذه بقوة في كافة مفاصل الدولة، إلى حد أنه أصبح يهمش سلطة المرشد.

الحرس الثوري يسيطر على 80 في المئة من دخل إيران، والذي بلغ 1.6 تريليون العام الماضي، وهناك وزارات تحت سيطرته بالكامل، مثل: وزارة النفط، والإعلام،، والنقل والطرق وغيرها، وهناك 25 نائباً برلمانياً يتم تعيينهم من الحرس الثوري، كما أن رؤساء البلديات في المدن الكبرى يتم اختيارهم بنفس الطريقة، وبلغ نفوذ الحرس الثوري تدخله في الشأن الكروي، فهو الذي يسيطر على اتحاد الكرة الإيراني.


الحرس الثوري بحكم تعايشه مع الملالي ودخوله معه في الغرف المغلقة يعلم جيداً كافة التفاصيل الخاصة بهذه السلطة الدينية، مثل: الملفات الجنسية والفساد، وغيرها من الانحرافات، والسؤال الذي يتردد الآن في إيران: هل سيكون هناك مرشد فيما بعد المرحلة الخامنئية؟ أم أن رؤية الجيل الجديد الذي لا يريد الحكم الديني سوف تكون لها كلمة الحسم بمساعدة الحرس الثوري؟، وقد يكون هناك سيناريو ثالث يتمثل في وجود حكم ديني شكلياً لا فعلياً.


ماذا يعني تنازع السلطة حتى لو كان خفياً؟.. يعني أن اللحية والعمامة في طريقهما للاختفاء بحكم عدم اقتناع الجيل الجديد بهما ـ تتراوح أعماره ما بين 20 و 35 عاماً ـ يشكل الأغلبية، والأكثر انفتاحاً على العالم، وهم من يشعرون بالملل مما يحدث، فضلاً عن قوة الحرس الثوري الذي يريد السيطرة المطلقة في مرحلة ما بعد خامنئي.