الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

وردة.. والفرصة الثانية

رغم تأهل منتخب الفراعنة بجدارة إلى دور الـ 16 ليصبح ثاني فريق يتأهل لهذا الدور في كأس أمم أفريقيا بعد تغلبه على الكونغو بهدفين، فإن الأخبار التي طغت على هذا الانتصار، ومختلف أحداث البطولة، هي استبعاد لاعب الوسط عمرو وردة وطرده من معسكر الفراعنة بعد اكتشاف فضيحة أخرى له على سوشيال ميديا.

وبالتأكيد، أنا مؤيد لاستبعاد اللاعب، رغم إيماني بضرورة منح الفرصة الثانية والثالثة لأي رياضي أو أي إنسان يخطئ، لأن « كل إبن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» .. وأتذكر تدخلي الشخصي، كصحافي وناقد، في محاولة إنقاذ مستقبل اللاعب إبراهيم سعيد عند هروبه من الأهلي المصري إلى جنت البلجيكي، منذ نحو 19 عاماً وبالتحديد في فبراير عام 2001، حينما ذهبت لمنزله واستقبلني والده ووالدته وشقيقته، وهاتفته في بلجيكا ونصحته بالعودة السريعة وتدارك الموقف ورسمت له سيناريو إصلاح الخطأ بالاعتذار العلني والعودة بدون أي تلكؤ.

وأنا أستغرب من السلوكيات والمراهقة الصبيانية للاعب عمرو وردة على السوشيال ميديا، وكنت صديقاً لوالده، مدحت وردة، أسطورة كرة السلة المصرية في الثمانينات، وقد اشتهر بالخلق والتقوى إبان تألق نجوميته .. وأعتقد أننا يجب أن نسمع الآن صوت الكابتن مدحت في هذه الأجواء الصادمة من سلوكيات ابنه المحترف في أوروبا.


أما موقف نجوم المنتخب من المؤازرة المحمومة لزميلهم وكأنه ضحية، فلي تحفظات عليه، وقد أشار أحمد المحمدي كابتن الفريق للمدرجات برقم 22 بعد إحرازه الهدف الأول لمصر، كما دافع عنه بعض لاعبي المنتخب في تصريحات صحافية ومنهم تريزيغيه، ورفع بعض اللاعبين قميصه أمام عدسات المصورين، وأخيراً دافع عنه السوبر ستار محمد صلاح على السوشيال ميديا، بأناقة، مطالباً بمنحه الفرصة الثانية وعدم قطع رقبته.. وأنا أقدّر تعاطف اللاعبين مع زميلهم، ولكن عليهم نسيان هذا الأمر والتركيز في البطولة التي أصبح وردة خارجها.. وأتمنى أن يتعظ ويتعهد بتغيير سلوكه كلياً كما وعد، بدلاً من انهيار مستقبله الاحترافي، وإذا أثبت انضباطه وجديته والتزامه، فبالتأكيد سيحصل على فرصة ثانية.