الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الكتابة الشابة الليبية.. والدعوة للتسامح

الكتابة الشابة الليبية.. والدعوة للتسامح

خلود الفلاح

كتاب «شمس على نوافذ مغلقة» مختارات شعرية وقصصية ومقاطع روائية لجيل الكتابة الجديدة في ليبيا.. لا شك أن هذه المختارات الشبابية تلفت النظر إلى جيل جديد من الكُتاب عاش الحرب الأهلية الليبية، وكانت الكتابة وسيلته للتعبير عن رغبة في التنوع، ونبذ العنف والكراهية والقتال، والدعوة إلى المصالحة والتسامح بين كل مكونات المجتمع.

الكتاب الذي هو أحد مشروعات مؤسسة آريتي للثقافة والفنون التي أنشئت في ليبيا عام 2012، يحوي نصوصاً لـ 25 كاتباً وكاتبة، وفي المجمل يحوي الكتاب 83 من القصائد والنصوص، و26 قصة، وفصلاً من رواية مكتوبة بالعامية، حرر الكتاب الشاعر خالد مطاوع والكاتبة ليلى المغربي.

يرفض الناقد أحمد الفيتوري في مقدمة الكتاب مصطلح الكُتاب الشباب، مبرراً ذلك بأن الشاعر الليبي الراحل علي صدقي عبد القادر قد تجاوز الثمانين عندما كتب قصيدة النثر، ويضيف «إن مسألة التجربة الإبداعية الأولى للمبدع التي كانت الدافع وراء هذا الكتاب هي مسألة تبين أن المبدع عند البدء حالة مفارقة تستدعي العناية الخاصة، ويستدعي من الخطاب النقدي درجة من الخصوصية تتسم بنوع من التعاطف».


هذه المختارات قائمة على مسح للحالة الإبداعية الليبية للشباب، الذين نشروا نتاجهم في الفترة ما بعد 17 فبراير 2011، والملاحظ على كُتاب هذه المختارات أنهم عاشوا تجربة السفر الطويل والمهجر، وهذا ملمح جديد في الإبداع الليبي.


إن التنوع ظاهر في هذه الكتابات، حيث حققت توازناً بين الشعر والسرد من جهة، ومن جهة أخرى جمعت بين معالجات مختلفة وليست متباينة، فالنَّفَس واحد في جل الكتابات وروح التوتر والعلاقة المضطربة مع اللغة ومع الواقع.

هذه الكتابات لم تعكس الواقع بل قدمت واقعاً فنياً شائكاً ومرتبكاً، منها كتابات فنتازية وأخرى لا تشطح في الخيال لكن الزاوية الملتقطة فنتازياًّ تنبئ بأن الواقع أمست شطحاته أكثر غرائبية من خيال المؤلفين.

لا شك أن الأحداث العربية المتسارعة في السنوات الأخيرة خلقت واقعاً مختلفاً، ساهم بدوره في التأثير على الحراك الثقافي والفني والإبداعي، وخلق تيارات إبداعية جديدة، أكثر التصاقاً بالواقع، وأكثر جرأة وتحرراً في أطروحاتها، وهذا ما يبدو جليّاً خاصة فيما ينتجه المبدعون من الشباب.