الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الإمارات.. تنتخب مجلسها الوطني

الإمارات.. تنتخب مجلسها الوطني

عمر عليمات

تدخل دولة الإمارات غمار تجربتها الانتخابية الرابعة لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، مؤكدة بذلك تفرد رؤيتها القائمة على ضرورة التدرج والانتقال ضمن مراحل مدروسة، لتعزيز المشاركة السياسية وتمكين المجلس وتعميق دوره.

الإمارات دولة تستند إلى رؤية تؤمن بأن التطور والتنمية بكافة أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا إذا كانت خطوات التقدم مدروسة ومحددة الملامح والأهداف، وذلك لكون سياسة حرق المراحل والقفز غير المحسوب قد تؤدي إلى نتائج عكسية، والتجارب في العالم عديدة وكثيرة.

الهيئات الانتخابية التي بدأت برقم لا يتعدى سبعة آلاف ناخب في عام 2006 تدرجت صعوداً، لتصل في الانتخابات الحالية إلى أكثر من 337 ألف ناخب، وذلك لضمان ترسيخ التجربة حتى تضيف إلى مسيرة التنمية وتعززها.


الإمارات عندما قررت إطلاق مرحلة التمكين لم تكن أحوال الإقليم مضطربة، ولم يكن هناك «خريف عربي»، بل كانت تجربة خرجت من رحم قناعات وطنية محضة، ورؤية قيادة تؤمن بأن طريق التطور والتقدم لا نهاية له.


الإمارات صاحبة التجربة الوحدوية العربية الوحيدة التي تمكنت من الاستمرار والازدهار، بنت اتحادها على أسس متينة ومراحل متدرجة، فلكل مرحلة واقعها وأهدافها، وكلما حققت أهداف مرحلة انتقلت بكل سلاسة إلى المرحلة التي تليها، حتى وصلت إلى مصاف الدول المتقدمة، دون أي قفزات في المجهول، وهذا ما يفسر قدرة الإمارات على ترسيخ ثقافتها وموروثها الحضاري، وفي ذات الوقت انفتاحها على العالم، وتحقيق الريادة في العديد من المجالات والقطاعات.

التجربة الإماراتية فريدة ومتأنية، لا تؤمن بالتسرع والتخبط، بل تقوم على قواعد صلبة، فما حققته الدولة من إنجازات بحاجة إلى نفس الجهد للمحافظة عليه، وهذا مرهون بأن تكون الخطوات مدروسة والمسار واضحاً.

خلاصة القول، هي أن المتابع لتجربة الإمارات المتميزة في مختلف القطاعات يدرك تماماً أنها تجربة ملهمة، قامت على رؤية تؤمن بأن البنيان الشامخ يبنى لبنة بجانب الأخرى، ومدماكاً فوق الآخر، يشد بعضه بعضاً، فالقافز على المراحل كمن يقيم مدماكاً ويهدم الآخر، فلا هو حافظ على المنجز ولا هو أنجز ما يطمح إليه.