الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

أسطورة ميسي «الفاشل»

حضرت كصحافي ومعلق كروي انطلاقة النجم الأسطوري ليونيل ميسي في هولندا 2005، حينما قاد منتخب الأرجنتين تحت 20 سنة، للفوز بكأس العالم للشباب بعد التغلب على منتخب نيجيريا بهدفين، أحرزهما بنفسه في المباراة النهائية، من ركلتي جزاء، وتابعته في جميع مبارياته، فلاحظت نبوغه وروحه القتالية منذ سجل هدفه الدولي الأول بمرمى منتخب مصر بالمجموعة الرابعة، لينقذ فريقه من المغادرة مبكراً، ثم قاد فريقه الشاب إلى إحراز كأس العالم، والتتويج بلقبي الهداف وأحسن لاعب في البطولة.

وظلت هذه البطولة الأروع للنجم الأرجنتيني، وكانت مع الميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في أوليمبياد بكين 2008، واحدة من بطولتين فقط أحرزهما بقميص منتخب بلاده، طوال 15 عاماً من تاريخ مشاركاته مع التانغو عبر 135 مباراة دولية سجل خلالها 68 هدفاً.

وفي مقابل ذلك، خسر الأسطورة ميسي مع فريقه ألقاب تسع بطولات أخرى، منها أربع في نهائيات كأس العالم، وخمس في كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا»، آخرها منذ يومين، حينما خسر بهدفين نظيفين أمام البرازيل في الدور قبل النهائي.


وللمرة الأولى في تاريخه، يخرج ميسي غاضباً من التحكيم وموجهاً اتهامات واضحة بالتحيز للمنافس، وتعمد توجيه اللعب وعدم احتساب ركلتي جزاء وعدم اللجوء لتقنية «الفار».


ورغم أن توابع هذه المباراة المثيرة للجدل، لا تزال مستمرة، ومن أهمها، تقديم الأرجنتين لأول مرة شكوى رسمية من ست صفحات تعترض على نتيجة المباراة وتتهم الحكم بمخالفات عديدة وظالمة، رغم ذلك لم يسلم ميسي من سخرية الكثيرين لفشله مع منتخب بلاده، حتى موسوعة «ويكيبيديا»، التي قالت إن الموسوعة تتغير كل يوم، ماعدا صفحة نتائج منتخب الأرجنتين مع ميسي التي لم تتغير منذ عشر سنوات!

وبصرف النظر عن ذلك، فإن ميسي «الفاشل»، سيبقى أسطورة هذا الجيل والأجيال التي تلت عصر مارداونا، وسيبقى في مقدمة قائمة الأساطير في تاريخ الكرة مثل دي ستيفانو وبيليه ومارادونا وكرويف وكريستيانو رونالدو، بل أن تتويجاته مع برشلونة بـ 34 لقباً، وكراته الذهبية الخمسة وألقابه الفردية وأرقامه القياسية، تجعله الأفضل في التاريخ.