الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

هل تنجح إيران في تغيير مسار أزمتها؟

تُدرك إيران أن أمريكا - ومعها المجتمع الدولي - لن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وأن هذا الأمر قد يكون الخط الأحمر الفاصل بين العقوبات الاقتصادية والحرب، فلماذا تسعى إيران لتصعيد الموقف ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم؟، رُغم أن هذا القرار لقي إدانات دولية واسعة، وخاصة من أوروبا، خط الدفاع الأول عن الاتفاق النووي.

إيران ترزح تحت ضغط اقتصادي هائلٍ غير مسبوق، مع تشديد مراقبة حركة النفط الإيراني ومنع تهريبه، الأمر الذي جردها من القدرة على مواجهة العقوبات الاقتصادية.

ومن هنا، فإن الإجابة عن أسباب تحدي إيران للمجتمع الدولي تبدو واضحة، إذ تحاول إعادة توجيه المشهد عبر خلق حالة قصوى من عدم الاستقرار، وجر المنطقة والعالم إلى مواجهة عسكرية، تعتقد أنها قد تكون طوق النجاة للخروج من أزمتها!.


سياسة ضبط النفس التي تمارسها واشنطن، وتشديد العقوبات بشكل متدرج تُحقق حتى الآن نجاحاً ملحوظاً، فيما تحاول إيران تغيير المسار والهروب من الزاوية الضيقة التي حُشرت فيها، واستمرار العقوبات سيُجردها من القدرة على توجيه أي دعم مالي لميليشياتها في المنطقة، ويعزز حالة التمرد في الداخل الإيراني، وهذا ما يخشاه النظام بشكل كبير.


تصدير الأزمات وزعزعة الاستقرار سياسة يبرع فيها النظام الإيراني، ومحاولاتها اللعب على وتر رد الفعل الأمريكي على تصرفاتها لخلط الأوراق لم تنجح حتى اللحظة، لذا لجأت إلى النقطة الأكثر حساسية لواشنطن ودول المنطقة، وهي التهديد بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات تتيح لها امتلاك النووي، بحيث تربك المشهد الإقليمي بشكل يخدم مصالحها.

المقبل قد يكون أسوأ بكثير، لو نجحت في تغيير المسار ودفع المنطقة إلى صراع عسكري مباشر، وهذا ما تعمل دول الإقليم على تفاديه حتى الآن، بعدم إعطاء طهران أي ذريعة لقلب الموازين والهروب من وطأة العقوبات والعزلة الدولية.

بالمحصلة، يبدو أن إيران بدأت تئن فعلاً تحت وطأة ضغوط العقوبات، ولعل السياسة الأمريكية هذه المرة وازنت بين عدم إدخال المنطقة في صراع يضر الجميع من جهة، وإخضاع طهران عبر العقوبات والعزلة من الجهة الأخرى، وأن سياسة ضبط النفس خلقت واقعاً جديداً، منع أي تدخلات دولية قد تصب في ترقيع النظام الإيراني، وهذا ما لا تستسيغه طهران وساستها بالتأكيد.