الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

إلى أين يتّجه المخلب التركي؟

«المخلب الثاني».. عملية عسكرية تركية تشترك فيها القوات الخاصة والطيران الحربي، انطلقت داخل شمال العراق حيث جبال هاكورك، لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً مسلحاً ضد تركيا منذ عقود، وكانت عملية المخلب الأوّل تمّت في المكان ذاته في السابع والعشرين من مايو الماضي، حيث تقول تركيا إنّها أنجزت أهدافها.

إن القوات التركية تلِج إلى الإقليم الكردي العراقي متى تشاء، بموجب تفاهمات قديمة مع نظام صدام حسين حين كان منشغلاً في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وجرى تطويرها مع حكومة بغداد بعد فشل الاستفتاء على استقلال الإقليم في 2017، وغضّت الأحزاب الحاكمة في بغداد بعد ذلك الطرف عمّا كانت تثيره من دعوات لإخراج ثكنة عسكرية شبه رمزية للجيش التركي بتعداد سريتين من منطقة بعشيقة التابعة للموصل.

الخبرة التركية المكتسبة حديثاً بعد انخراطها في النزاع السوري لثماني سنوات، تدفع للتساؤل عمّا إذا كانت تركيا تجري اختبارات ميدانية صغيرة عبر وصولها إلى أهداف داخل العراق تحت عنوان وذريعة ملاحقة الإرهاب.


وهذا ما يفسّره بعض المراقبين على أنّه تمهيد للقفز بعد ذلك لإيلاء (ولايتي الموصل وكركوك) النفطيتين اهتماماً خاصاً، قد يفضي لتخصيص إحدى عمليات المخلب المتسلسلة الرابعة أو السادسة أو العاشرة، لإنجاز أهداف لا تبدو واضحة على خارطة العمل الخارجي لتركيا الآن، لكنها من ضمن طروحات غير رسمية حالياً، وربّما كانت رسمية عبر منح «ليرتين» من خزينة تركيا كموازنة رمزية للموصل وكركوك، في إطار عدم النسيان التركي الذي بدأ يتضح بقوة مع اقتراب 2023، حيث تنتهي مائة سنة على معاهدة سايكس بيكو التي أنهت الوجود العثماني في البلدان العربية لصالح بريطانيا وفرنسا حينها.


في الوقت الحالي، تلتقي الاستراتيجيتان التركية والعراقية على تحديد دور الأكراد في المنطقة، باندماج الإقليم الكردي في الدولة العراقية على نحو أساسي ضمن شرعية معترف بها، في حين اعتبار أي النشاط كردي خارج المنظومة الكردية العراقية (الشرعية) تمرداً له أهداف ضد الأمن القومي التركي، وهذا ما تؤيده بغداد بقوة.

إن المخلب التركي قد يتحرّك خارج الخرائط الظاهرة، في وقت ربّما تكون فيه بغداد منشغلة بظروف تغنيها عن فتح أي نوع من الجبهات مع الأتراك.