الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

ما هي الفطرة؟

ما هي الفطرة؟
البعض يتعامل مع الفطرة على أنها صندوق لا يتسع إلا لفعل واحد.. والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فالفطرة تتسع للكثير من الأفعال المتشابهة والمتضادة أيضاً.. وكل فعل يأتي في وقته المناسب ومكانه المناسب.

قبل أيام قليلة غردت في تويتر قائلاً: أن تفاعل الجماهير مع الفرق الغنائية بالتمايل، والترديد، والرقص أمر صحي للغاية، ويتوافق مع الفطرة السوية، المجبولة على حب الفنون.

اتفق معي كثيرون وعارضني عدد قليل، المتفقون شاطروني الرأي بأن النفس البشرية في حاجة دائمة للفنون بمختلف أنواعها للترفيه عنها والتعبير عن مكنونها الداخلي، في حين قال المعترضون: الفنون تتعارض مع الفطرة السوية المجبولة على الارتياح للقرآن الكريم والدعاء والذكر، لا خلاف طبعاً على حاجة النفس البشرية لذلك، بكل ما فيه من روحانية وسكينة وطمأنينة، لكن هذا لا يُلغي الترفيه عن النفس ولا يتعارض معه.


فمثلاً، باعتباري مسلماً، وآخرين مثلي.. نتلو القرآن الكريم، وندعو الله ونذكره ونستغفره في أوقات كثيرة، لكن هذا لا يمنعنا من الاستماع للغناء والتفاعل معه في أوقات أخرى، والفطرة الإنسانية كما نفهمها تستوعب كل ذلك.. فالعبادة فطرة، والغناء فطرة، والرقص فطرة، والأمومة فطرة، لكن كيف نعلم أنها فطرة؟.


لأن كل شعوب العالم على اختلاف أديانهم، ولغاتهم، وأعراقهم، ومستوياتهم المعيشية، ودرجات تحضرهم، تجتمع عليها!، إذ لا يوجد شعب لا يتعبد، ولا يوجد شعب لا يغني، ولا يوجد شعب لا يرقص، ولا يوجد شعب لا تشعر نساؤه برغبة مُلّحة إلى الأمومة.