السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

بوريس جونسون.. والكاتب الشبح

بوريس جونسون.. والكاتب الشبح
وصول بوريس جونسون إلى 10 داوننغ ستريت، بشعره الأصفر وردود أفعاله التي تتشابه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذكرني بفيلم «الكاتب الشبح» The Ghost writer، المستوحى من سيرة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

والاستيحاء هنا ليس ما هو معروف ومتداول من أعمال رئيس الوزراء البريطاني، لكنه أظهر ما كان مخفياً منها، لدرجة أن يموت اثنان من «الكتاب الشبح»، لأنهم عرفوا تلك الحقيقة، وهي، وفقاً للفيلم، أن توني بلير وصل لمنصبه كرئيس للوزراء بفعل الاستخبارات الأمريكية.

فوز بوريس جونسون جاء متأخراً ثلاثة أعوام، فلقد تغلبت عليه تيريزا ماي في انتخابات 2016، ربما لو فاز تلك الفترة، لتمكن من التوصل لاتفاق مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوربي (بركست)، فهو من قاد حملة التأييد للخروج في 2016، لكنه فشل في حشد الدعم الكافي لتزعم حزب المحافظين بعد استقالة ديفيد كاميرون، ويبدو أنه أعيد اختياره الآن، ليخرج بريطانيا من مأزق، كما كان سبب دخولها فيه.


علاقة جونسون هذا بالفيلم، أنه إذا كان اختيار «بلير» من قبل الاستخبارات البريطانية، لم لا يكون اختيار «جونسون» منها أيضاً، فهو يحمل الجنسية الأمريكية، بحكم ولادته هناك، والملفت أن لا أحد يتطرق لمسألة اقتران جونسون «بالبريكست»، ووصوله لزعامة حزب المحافظين، بينما الصورة واضحة جداً، فالولايات المتحدة الأمريكية دوماً كانت تريد فرط عقد الاتحاد الأوروبي، حاولت ذلك من خلال البنك الدولي وشروطه على اليونان 2013-2014، لكن ألمانيا وقفت لها بالمرصاد، ولوجود ثغر آخر في العقد وهو بريطانيا، الحليفة الأزلية لأمريكا، ستخرج أول دولة منه.