الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

الأكاديمية الغائبة

حاجتي الماسة لمعلمة بيانو بقيت طيّ التمنيات حتى اللحظة، أنشغِل عنها بتفاصيل حياتي اليومية ومتطلباتها التي لا تنتهي، ومفاجآتها العرضية، ولكن متى ما داهمتني ذبذباتها، وسحبتني موجاتها لضفتها، وبسبب قلة المعاهد الموسيقية النموذجية في الدولة، أشرع كعادتي بإجراء اتصالاتي هنا وهناك، علّ وعسى أن أعثر على مبتغاي.

فهناك الكثير مثلي ممن تتملكهم رغبة دفينة وحقيقية في تعلم العزف على آلة أثيرة على قلوبهم، كالعزف على آلة البيانو أو الناي أو أي آلة أخرى، ولا سيما أن العاصمة أبوظبي تولي اهتماماً وعناية بالغين في رفد مشهدها الثقافي وبشتى أنواع الفنون ومن كل المشارب والثقافات، من آداب، ونشر، وترجمة، وموسيقى عالمية، وتراثية وتشكيل ونحت، وسينما، واستقطاب متاحف عالمية وضمها لقلب العاصمة.

هناك فعاليات مقامة وبزخم متواصل على مدى العام، من مهرجانات فنية متنوعة، ومعارض متخصصة، ومسابقات أدبية وفنية وتشكيلية لتنشيط الحركة الثقافية والفنية في الدولة، مما يعزز حضورها محلياً وعالمياً كوجهة ثقافية حاضنة لكل أشكال الفنون باختلاف مدارسها وأنواعها.


فمن المنطقي جداً، ومع كل هذه الإنجازات، وهذا الحراك الحضاري الثقافي الباذخ المتوهج، أن تكون لدينا أكاديمية عالمية للموسيقى، تحتضنها وترعاها دائرة أبوظبي للثقافة والتراث، لتخريج كفاءات فنية جديدة، ترفد هذا الحقل الذي يعاني تهميشاً وقصوراً مقابل حقول أخرى، وألاّ نكتفي بأكاديمية بيت العود، لفسح المجال أمام الموهوبين والراغبين في تعلم العزف أو التثقف موسيقياً.


تبقى الموسيقى هي لغة العالم الموحدة التي تشعرك بالانتماء للعالم ككل، لا تحتاج إلى وسيط أو مترجم، يجب أن تكون متاحة ومشاعة للجميع، لا أن تكون حكراً على الهواة أو النخبة فقط.