الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

دراسات جماهيرية غائبة!

دراسات جماهيرية غائبة!

منى الرئيسي

الانتماء والقوة.. المرح والحاجة إلى البقاء، أربع حاجات أساسية تحقق الهوية الفردية حسب رأي وليام غلاسر صاحب النظرية الواقعية، والسؤال «من أنا»؟، هي حاجة نفسية لدى كل الأفراد منذ الميلاد وحتى الموت رغم اختلاف المكان والزمان. الحاجة الرابعة والمتمثلة في «البقاء».. فكما هي في محيط مليء بالأزمات قائمة على التمسك بالحياة بين حقول الألغام وغول الأسقام، فهي في مكان آخر جودةُ حياة، وعدم إحساس بمظلومية التكافؤ الاقتصادي، أو الاجتماعي بين جماعات تعيش في جغرافيا واحدة.
مؤخراً، أتابع كغيري ما يُتداول في مواقع التواصل من مناوشات اجتماعية والتي تراوحت بين عقلانية الطرح، والمبالغات العاطفية البحتة والانسياق اللاواعي مع الجماعات الرقمية التي يتعالى صوتها، فبدأت أتساءل «إذا كان الفرد يتحرك بشكل واعٍ عكس الجمهور كما يرى الفرنسي غوستاف لوبون، فهل هذا يعني أن كل قضية يطرحها شخص ما على شبكات التواصل الاجتماعي ويتبناها الجمهور، تدل على عجز معظم أفراد المجتمع عن تشكيل رأي خاص بهم قائم على التعقل أم رأوا أن في هذا المطلب مطلبهم الذي كانوا يخشون البوح به لاعتبارات مختلفة؟».
والسؤال الآخر حول مدى استناد أي قرارات متعلقة باحتياجات الأفراد المباشرة إلى أساس منهجي قبل سَنّها عبر دراسةِ سلوكيات هؤلاء الأفراد أو الجماعات؟! وهذا يقودنا للحديث عن أهمية تلك الدارسات، وما ستُتيحه من فهم أعمق للجماهير أمام العاملين في مجالات حياتية عديدة كإدارات الاتصال الجماهيري، والإعلام، والنظر إليها بشكل جدي عبر إيجاد مراكز لدراسة السلوك وفق أُطرٍ تراعي الخصوصية العربية والمحلية، التي لا تحتمل تطبيق النموذج الغربي بحذافيره لاختلافات جوهرية عدة.