2019-08-04
في الفضاء الوطني العام بجغرافيته وبعناصره البشرية وبعلاقاته المتصلة أو المنفصلة، ينجذب الفاعلون إلى الذكريات المشتركة بينهم، خصوصاً تلك التي تحمل لحظات زهوٍ وانتصارٍ، حقيقياً كان أم مزيفاً، وفي انجذابهم يتم التجاوز عن الحاضر في لحظات تُشكل فيها المقارنة حمولة ثقيلة على الذوات الفاعلة والمنفعلة.
على النحو السابق، تُشكل ذكريات الشعوب مدخلاً هاماً لتحديد مصير الدول، فالتي تقف شعوبها عند العبور الفاشل في تاريخها أو تطغى عليها المحاسبة، مقارنة الماضي بالحاضر، أو تنعدم لديها الثقة في تحقيق انتصار جديد مهما كان حجمه، أو يسيطر عليها الأمل فيتحول إلى نوع من الوهم والسراب.. الشعوب الحاملة لتلك الصفات جميعها أو بعضها تعيش أبد الدهر بين الحفر كما يقول الشاعر أبو القاسم الشابي.
إن مسار الدول ومصيرها مرتبطان بذكريات الشعوب ومدى تفاعلها مع الأحداث والوقائع ومع زمانها، ومع تجاوبها الهادف - عاجله وآجله - مع قاعدتها، والأكثر من هذا الاعتراف بشرعيتها على أن يكون صانعو القرار في مستوى الطموح.. بعيدين عن الاحتيال والدجل، بما في ذلك الأحزاب الدينية حتى لو بررت أفعالها بتمرير مكشوف ضمن تصور تسنده بقوة فهمها الخاطئ أو عبر حيلها الفقهية.والشواهد اليوم في أوطاننا العربية تكشف عن سيطرة واضحة لذكريات الشعوب، وهي هنا تتحرك عبر مسارين أساسيين، المسار الأول: يخص العلاقة الأفقية بين أفراد الشعب الواحد أو بين الشعوب العربية، حيث تظهر خيرية وجمالية الذكريات على ما فيها من سلبيات زمناً جميلاً مصحوباً بتمنيات العودة، وأما المسار الثاني: فيخص العلاقة العمودية في الاتجاهين من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى وهي علاقة مضطربة حاملة لمخاوف جمّة من الطرفين - الشعوب وقادة هذه الشعوب - في تزايد مشهود بانعدام الثقة بين الطرفين وسيطرة الظنون والشكوك على نطاق واسع، مع وجود استثناءات تحفظ ولا يقاس عليها أبداً، ما يعني غياب الذكريات المشتركة الجماعية الجامعة، بما فيها الخاصة بالانتصارات والأمجاد التي أسهم فيها قادة هذه الشعوب.
خلاصة القول إن ذكريات الشعوب العربية مُهمة لها، لكنها لا تمثل مدخلاً حقيقياً للتطور والرقي أو حتى لنمو علاقة سوية بين الشعوب والقادة والتي يمكنها أن تؤدي لعودة الدولة الوطنية وتحديد مصيرها، وهي معتمدةٌ على الذكريات المشتركة فيما بين عناصرها في الفضاء الجغرافي العام.
على النحو السابق، تُشكل ذكريات الشعوب مدخلاً هاماً لتحديد مصير الدول، فالتي تقف شعوبها عند العبور الفاشل في تاريخها أو تطغى عليها المحاسبة، مقارنة الماضي بالحاضر، أو تنعدم لديها الثقة في تحقيق انتصار جديد مهما كان حجمه، أو يسيطر عليها الأمل فيتحول إلى نوع من الوهم والسراب.. الشعوب الحاملة لتلك الصفات جميعها أو بعضها تعيش أبد الدهر بين الحفر كما يقول الشاعر أبو القاسم الشابي.
إن مسار الدول ومصيرها مرتبطان بذكريات الشعوب ومدى تفاعلها مع الأحداث والوقائع ومع زمانها، ومع تجاوبها الهادف - عاجله وآجله - مع قاعدتها، والأكثر من هذا الاعتراف بشرعيتها على أن يكون صانعو القرار في مستوى الطموح.. بعيدين عن الاحتيال والدجل، بما في ذلك الأحزاب الدينية حتى لو بررت أفعالها بتمرير مكشوف ضمن تصور تسنده بقوة فهمها الخاطئ أو عبر حيلها الفقهية.والشواهد اليوم في أوطاننا العربية تكشف عن سيطرة واضحة لذكريات الشعوب، وهي هنا تتحرك عبر مسارين أساسيين، المسار الأول: يخص العلاقة الأفقية بين أفراد الشعب الواحد أو بين الشعوب العربية، حيث تظهر خيرية وجمالية الذكريات على ما فيها من سلبيات زمناً جميلاً مصحوباً بتمنيات العودة، وأما المسار الثاني: فيخص العلاقة العمودية في الاتجاهين من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى وهي علاقة مضطربة حاملة لمخاوف جمّة من الطرفين - الشعوب وقادة هذه الشعوب - في تزايد مشهود بانعدام الثقة بين الطرفين وسيطرة الظنون والشكوك على نطاق واسع، مع وجود استثناءات تحفظ ولا يقاس عليها أبداً، ما يعني غياب الذكريات المشتركة الجماعية الجامعة، بما فيها الخاصة بالانتصارات والأمجاد التي أسهم فيها قادة هذه الشعوب.
خلاصة القول إن ذكريات الشعوب العربية مُهمة لها، لكنها لا تمثل مدخلاً حقيقياً للتطور والرقي أو حتى لنمو علاقة سوية بين الشعوب والقادة والتي يمكنها أن تؤدي لعودة الدولة الوطنية وتحديد مصيرها، وهي معتمدةٌ على الذكريات المشتركة فيما بين عناصرها في الفضاء الجغرافي العام.