الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رياضة الأدرنالين والإثارة

مصطلح الرياضة العنيفة أو رياضة الإثارة والمغامرات بدء تداوله في تسعينات القرن الماضي، وكان لشركات التسويق الرياضي والإعلام دور كبير في جذب جيل الشباب إلى مثل هذه الرياضات.

وممّا أسهم في انتشارها أيضاً أساتذة علم النفس والاجتماع لاعتقادهم أنها سوف تقلل من معدلات الانتحار بين الشباب، باعتبارها مشكلة كانت تؤرق المجتمع الغربي آنذاك.. افترض هؤلاء أن الفرد عند تعرضه للخطر أو الإثارة ودنوه من الموت سوف يتشكل حاجز نفسي لديه يمنعه حتى من مجرد التفكير في الانتحار، لكن هذه النظرية أثبتت فشلها سريعاً!

وأثبتت التجارب العلمية أن الجسم يفرز هرمون الأدرنالين بكميات كبيرة تعطي شعوراً زائفاً للشخص بالنشوة والسعادة اللحظية فقط.


لا يكمن الخطر في الأدرنالين المفرز بقدر خطر إدمان الجسم عليه، ما يدفع الفرد إلى ممارسة هذه الرياضة دون انضباط واتزان بحثاً عن النشوة التي تؤدي بعد فترة إلى القلق، والاكتئاب، وإرهاق عضلات القلب، وزيادة احتمال الإصابة بالنزيف الدماغي، والجلطات وفي حالات نادرة الموت المفاجئ.


خلال السنوات الأخيرة ازداد عدد الممارسين لهذه الرياضات من كلا الجنسين، وإن كان مفهوم الرياضة العنيفة يختلف بين الرجال والنساء، إذ يعتبر مثلاً كل تحميل لأوزانٍ ثقيلة رياضة عنيفة على المرأة، أو استخدام قوة مفرطة خارجية على جسمها وعضلاتها.

إن الطبيعة الفسيولوجية لجسم المرأة لا تتحمل الأوزان الخارجية، لكن باستطاعتها تحمل الأوزان الداخلية ولفترات أطول وهذا يحدث في الحمل، بعكس الرجل الذي تجعله طبيعته يتحمل الأوزان الخارجية أكثر منها.

إن تعرض النساء لأوزان خارجية ثقيلة ولفترات طويلة ومتكررة، يؤدي في الغالب إلى خلل في التوازن الهرموني، فيزيد هرمون الذكورة «التستوستيرون» لديهن، ما يسبب لها عدم انتظام في الدورة الشهرية، الإجهاض، العقم، تساقط الشعر، انخفاض الرغبة الجنسية، تغيرات المزاج، مرض السكري من النوع الثاني، سرطان الرحم، وكذلك خلل في تقسيم الجسم نفسه وزيادة أحجام أجزاء على حساب أخرى.

ومن خلال أبحاث أجريت في «لندن كوليدج»، وجد الباحثون أن ممارسة الرياضة العنيفة عند النساء يجعلهن أقل تعاوناً وأكثر أنانية وعناداً ويجعل ثقتهن بالنفس مفرطة.

وتقول الحكمة اليوم: «إن العقل السليم في الجسم المتوازن».