الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

كيف نهبت أمريكا ثروات العراق

نشرت صحيفة نيويورك تايمز أخيراً تقريراً عن الثروات التي لا تقدر بثمن والتي استحوذ عليها الجيش الأمريكي أثناء دخوله قصور صدام حسين والوزراء في عهده، بناء على صور التقطها الجنود الأمريكان مع الأموال والذهب الذي وجد في حفر خاصة داخل حدائق القصور.

كانت الصور غاية في الاستفزاز، حيث الكراسي الذهبية وتلال المجوهرات والأوراق المالية، وقد أعطت الصحيفة أرقاماً خيالية غير المعلن عنها من وزارة الخزانة الأمريكية، حيث إن الوزارة لم تعلن شيئاً عن قيمة الآثار التي نهبت من مواقع عديدة تم الحفر والتنقيب فيها، لكن الصحيفة حددت رقماً تقريبياً بـ 2 تريليون دولار.

إن الغريب في الأمرـ وبعد مسلسل النهب الذي تعرض له الشعب العراقي منذ الاحتلال الأمريكي ـ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يتحدث عن احتياطي العراق من البترول، وأن آخر برميل من بترول العالم سيكون من بلاد الرافدين.


إن ترامب لم ينس تاريخه في عالم المقاولات، فهو لا يتعامل كزعيم سياسي، لكنه يمارس سياسة القرصنة والاحتيال، كما فعل بوش الابن بالعراق أمام العالم كله.


لقد نهب الجيش الأمريكي ثروات الشعب العراقي وعاد به عشرات السنين إلى الوراء، فمن يعيد للعراق أمنه واستقراره ورفاهية شعبه وقوة جيشه وتوحد أبنائه وقد كان من أغنى الشعوب العربية؟

لم يكن الاحتلال الأمريكي للعراق نكبة جديدة للعالم العربي فقط بل كان انهيارا لكل ثوابت ومقومات المنطقة تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، وإن 2 تريليون دولار كانت كافية لأن يصبح العراق قوة إقليمية لها وزن وثقل، وما كانت إيران ستغير كل موازين القوى في المنطقة.

لقد كانت أمريكا تبيع السلاح للعراق وإيران في وقت واحد طوال ثماني سنوات من حرب مات فيها مئات الآلاف، ولم ينتصر فيها أحد.

لقد كان هدف أمريكا هو تدمير العالم العربي، لكي يبقى البترول تحت وصايتها، فتضمن أمن إسرائيل، وقد تحقق لها ما أرادت.

إن احتلال العراق كان أول المأساة، وما حدث بعد ذلك كان نتيجة حتمية، ومن أخطر تأثيرات هذه النتيجة أن إيران ظهرت كقوة إقليمية تهدد الآن الدول العربية وأصبحت لها أطماع في الخليج، واليمن، وسوريا، ولبنان، بل إنها تقف نداً للوجود الأمريكي والغربي في المنطقة.

من ناحية أخرى، فإن انهيار الجيوش العربية في العراق وسوريا واليمن، فتح الأبواب أمام الأطماع الإيرانية، فهل كان من الممكن أن تصل إيران إلى ما وصلت إليه لو أن الجيش العراقي والجيش السوري لم يتعرضا لكل هذه التصفيات؟

كان الجيش العراقي سداً منيعاً ضد أطماع إيران، وكان الجيش السوري سداً ضد أطماع إسرائيل وتركيا، ولهذا دخلت أمريكا بكل ثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي، لكي تؤكد وجودها إلى أجل غير محدود، بعد أن تخلصت من القوى العسكرية العربية التي حافظت على استقلال وأمن وحماية الشعوب العربية.