الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

رهانات خاسرة من اليمن!

رهانات خاسرة من اليمن!

صالح البيضاني

أكدت الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب اليمن أهمية التحالف العربي، كعامل أساس للحفاظ على الحد المعقول من استقرار المعسكر المناوئ للانقلاب الحوثي، وإعادة تقييم أولوياته ومنع أطرافه من الانزلاق إلى معارك ثانوية تستنزف الطاقات والإمكانيات، التي يجب أن تُوجه مجتمعة نحو أذرع إيران في اليمن والتنظيمات الإرهابية مثل: القاعدة وداعش.

وقد كشفت القوى المتربصة باليمن عن حالة الانزعاج من هذا الدور الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة السعودية في مواجهة المشاريع، التي تهدف لإلحاق الضرر بالمنطقة وجر القوى والمكونات اليمنية لحالة صراع داخلي يذهب ريعه لصالح مشروع طهران في اليمن.

لقد تجاوزت رهانات محور إيران ــ الذي يضم كل الجماعات الراديكالية المتطرفة السنية منها والشيعية ـ محاولة تفكيك النسيج اليمني لصالح مشروع الإرهاب المتمثل في الحوثي وداعش والقاعدة، إلى رهان آخر يتمثل في استهداف التحالف العربي والعمل على التشكيك بدوره، وصولاً إلى بث الأخبار المضللة عن خلاف مزعوم بين قطبيه السعودية - الإمارات، وهي الأحلام السوداء التي بددها البيان المشترك لخارجية الدولتين، والذي أكد عمق العلاقة واستراتيجيتهما بين الدولتين، باعتبارهما دعامة الاستقرار في المنطقة، بحسب تعبير الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، الذي وصف العلاقة بين السعودية والإمارات وقيادتيهما بالراسخة، مؤكداً أن «التعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات، هو حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها وسدّها أمام مشاريع التطرف، والفوضى، والفتنة، والتقسيم».


في الواقع فإن الرهان على تفكيك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وشقه، هو رهان في الأساس على ترك اليمن للمجهول وتحويله إلى مصدر قلق لجيرانه والمنطقة وبؤرة لتصدير مشاريع التطرف الإيرانية وتلك المرتبطة بالجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وهو ما يفسر حالة الهلع التي تصيب طهران والدوحة كلما اقترب اليمنيون من توحيد أهدافهم والاقتراب من إحراز نصر حاسم على الميليشيات الحوثية.


لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أنه في الوقت الذي كان التحالف العربي يستثمر طاقاته وجهوده في دعم اليمنيين والأخذ بيدهم نحو يمن بلا ميليشيات، كانت جهات أخرى مرتبطة بمشروع إيران تعمل بشكل دؤوب على حرف بوصلة الحرب وتحويلها إلى صراعات داخلية تفرغ القضية الكبرى من محتواها الوطني.