السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

.. وللتيار الإسلامي غرائب سياسية!

إن انتقادي للتيار الديمقراطي المزيف في مقال الأسبوع الماضي، لا ينبغي فهمه تزكية للتيار الإسلامي في الجزائر تحديداً، والذي تعود أن يقتات من انتقادات غيره، ولا للتيار الوطني المتحالف مع كل السلطات المتعاقبة ومنحها صكاً على بياض.

ومن محاسن الصدف، أنه في الوقت الذي بدأت فيه الكتابة قرأت تصريحاً لناصر حمدادوش ــ أحد قادة الإخوان في الجزائرـ يقول فيه بالحرف: «نفضل المزيد من التريث بشأن لجنة كريم يونس»، تلك اللجنة التي تقوم بدور الوساطة لإخراج الجزائر من أزمتها، وعندما يفضل الإخوان التريث فهذا دليل كافٍ للطعن في «وطنيتهم» التي يدّعونها ظلماً، فالإخوان لا يريدون إنقاذ السفينة بل يفضلون «التريث حتى تغرق»، ليأتوا بسفينة جديدة.

عندما بدأ الربيع العربي عام 2011، كان أول موقف سياسي قام به الإخوان هو خروجهم من الائتلاف الحكومي، ظناً منهم أنه بعد وصول الإخوان إلى الحكم في مصر وتونس جاء دور الجزائر، وعندما وُجه لهم النقد بأنهم شركاء في سلبيات الحكومة، قالوا عبارتهم الشهيرة: «كنا في الحكومة ولم نكن في الحكم»، في ألعوبة من ألاعيب اللغة كما جرت العادة.


هي ليست المرة الوحيدة التي يقوم الإخوان فيها بذلك، بل إن تاريخهم مليء بالانتهازية، منذ اعتمادهم كحزب سياسي مطلع التسعينيات، حيث كانوا يسايرون المعارضة ثم ينضمون إلى السلطة في آخر المطاف.


ورغم أنهم أيدوا بقوة الحراك، وطالبوا برحيل رموز النظام، إلا أنهم قاطعوا جلسة انتخاب رئيس البرلمان الجديد سليمان شنين، رغم كونه إسلامياًّ ومعارضاً لأنه منشق عنهم ببساطة.

كما أن التيار الإسلامي في عمومه ونظراً لامتداداته الاجتماعية، هو أكبر مستفيد من الديمقراطية وعلى رأسها الانتخابات، ولكنه رغم ذلك يشكك في «شرعية الديمقراطية»، كما لم يؤيد التوجه الوطني الحالي في الجزائر القاضي بالعودة للانتخابات لحل الأزمة.

بات واضحاً أن مواقفهم عبارة عن نفاق، يمسكون فيه العصا من الوسط، يغازلون كل الأطراف، وباطنياً يعارضون الجميع، ويسوقون أنهم «أنبياء العصر» لا صادق غيرهم ولا نزيه إلاّهم.

وهذا بدون الحديث عن الولاءات للخارج لعموم التيار الإسلامي، فالشيعي موالٍ لـ «قم» في إيران، والإخواني موالٍ للمرشد في مصر وحالياً لتركيا، والسلفي موالٍ للسعودية، وبدأنا نسمع في الجزائر عن الإسلاميين التغريبيين الموالين لأوروبا.