الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيف نتعلم؟

يبقى العلم واحداً من أهم الميادين الحياتية، وهو الطريق الذي تتوجه نحوه البشرية قاطبة، لأنه المعيار الصحيح والأمثل في التفاضل وفي التقدم بين أمة وأخرى، فعندما تنتشر العلوم في مجتمع ما فإنه تبعاً لذلك تتواجد القيم على تعددها ويزداد الوعي والتفهم والتفاهم بين أفراده، العلم هو المجال الأمثل والأشمل، وهو إن صح الوصف المخترع الأنجح الذي قدمه الإنسان لنفسه منذ قديم الزمان وحتى عصرنا الراهن، بواسطة العلم تطورت البشرية وانتقلت من عصور التخلف والتراجع إلى عصور من الفهم والتطور، وإن كانت تلك الآراء التي تحدث حولها الكثير من العلماء حول تاريخ الإنسان، فإننا عندها سندرك أثر وقوة العلم وحضوره الطاغي المفيد للإنسانية قاطبة. وتبعاً لهذه الوظيفة الرائدة المهمة للعلم، ظهرت مراكز التعليم والمدارس والكليات والمعاهد والجامعات على مختلف توجهاتها وعلى مختلف درجاتها، وباتت المدرسة ميداناً حتمياً يبدأ مع الطفل منذ نعومة أظفاره حتى ينهي المرحلة الجامعية، والبعض يواصل للدراسات العليا، رغم هذه الأهمية القصوى للعلم والتعلم، ووجود مؤسسات باتت تقدمه في قوالب ـ مناهج ـ جاهزة ومدققة وصالحة ومفيدة ومؤطره، يقوم المعلم بشرح هذا المنهج للطلاب وعلى ضوء تفاعل الطلاب ومشاركتهم واستيعابهم يمنح المعلم درجاته لهذا الطفل، وهنا كما يقال النقطة المهمة التي ندور حولها، والتي تقودنا مباشرة إلى المدرسة، ومدى نجاحها ومدى تميزها، لكن المدرسة دوماً محل تجاذب ومحل نقاش، والشكوى من المخرجات المتعثرة والتي لا تملك ثقافة ولا علوماً، وفي مثل هذه البيئة وهذه الحالة دون شك لن يكون مكان للتعلم والعلم. الجانب الثاني في هذا الموضوع هو كيفية التعلم، ما الذي يقدم للطلاب والطالبات، فيزيد ثقتهم في أنفسهم، ويمنحهم الأمل في الغد المشرق الجميل؟... يقول عالم الفيزياء والفائز بجائزة نوبل عام 1915م الدكتور وليام براغ: «المهم في العلم ليس أن تحصل على حقائق جديدة، بل أن تكتشف طرقاً جديدة للتفكير في هذه الحقائق». أدرك أن المدرسة والمناهج تعرضا للكثير من النقد، وللكثير من القراءات السلبية، لكنني في هذا السياق أهدف إلى منح الإنسان تعليماً قوياً مميزاً.