الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نحو قرارات حياتية صحيحة

البعض من الناس يطلب المشورة والرأي حول قرار حياتي سيتوجه نحو اتخاذه ويريد النصيحة.. وطلب المشورة أمر جيد ومقبول، بل يوجد من يحث عليه كما يقال في المثل العربي القديم: «المشاورة حصن من الندامة وأمن من الملامة». وأيضاً عندما تستشر أحدهم في أمر يهمك كمن تشاركه العقل والتفكير، وهذه خصلة تساعد على اتخاذ القرار، فبدلاً من قرار يصدر عن عقل واحد كان هناك عقل آخر ذو تفكير مستقل وبعيد عن هموم الموضوع نفسه، يقول أمير المؤمنين الصحابي الجليل علي بن أبي طالب:«من شاور الناس شاركها في عقولها». إذاً، تقصى الرأي عند الآخرين خاصة ممن هم على علم ودراية وخبرة في الموضوع نفسه وأيضاً يتمتعون بالمعرفة والاتزان والنضج، هؤلاء قد يفيدون ولا يضرون عندما يوجهون النصيحة، لكن إن كان لديك موضوع يهمك ويأخذ من وقتك التفكير وفي حيرة من أمرك، تبقى عليك مسؤولية الإلمام به والقراءة عنه بتمعن وتقصٍّ، فالاستشارة لا تغني عن معرفتك الشخصية ولا تكفي عن المعرفة الذاتية. أتذكر قبل بضعة أيام إحدى الصديقات استشارتني في موضوع وظيفة تتطلب تغيير مسكنها والانتقال لمنطقة أخرى، سألتها عن طبيعة العمل الجديد، وأيضاً المكان الذي ستنتقل إليه، وقد فوجئت بأنها لا تعرف أي معلومة سواء عن مقر العمل الجديد ولا عن المنطقة التي ستنتقل إليها، لذا فهي في حيرة، أبلغتها بأنه لحسم مثل هذا القرار المصيري، من الأهمية أن تجمع معلومات أولاً عن طبيعة وظيفتها وهل هي أفضل من الحالية، ثم عن المنطقة الجديدة التي ستضطر إلى السكن فيها، وهل لهذا الانتقال سلبيات عليها أو على أطفالها، نعم يمكننا أن نستشير ونطلب الرأي من الآخرين، لكن من الأهمية أن تكون لدينا معلومات تساعدنا على اتخاذ القرار، فالاستشارة لا تكفي بدون معلومات، يقول رجل الأعمال مارك زوكربيرغ: «السؤال الحقيقي بالنسبة لي هو، هل الناس لديهم الأدوات التي يحتاجون إليها من أجل أخذ القرارات بشكل جيد؟». عندما يحزمك ويهمك أمر ما، فلا تترد في مشاورة أحبتك وأهل الحكمة والخبرة، وفي اللحظة نفسها أجمع أكبر قدر من المعلومات.