الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

كل شيء غالٍ إلا المعلم والطالب!

أتحفتنا وزارة التربية والتعليم منذ عدة سنوات بموضوع المناهج الإلكترونية وأن أبناءنا لن يحتاجوا إلى الكتب والدفاتر التي تكسر ظهورهم الصغيرة، وفعلاً وجدنا مناهج إلكترونية، ولكن استمرت شركات الطباعة والتوزيع بطباعة الملايين من الكتب بأوزان وأحجام كبيرة، ولذلك هناك ضغط هائل من مصانع وتجار الورق والمطابع من أجلل صناعة الكتاب، كما أن تجار وشركات تصنيع الحقائب مستفيدون من الكتب الثقيلة.. فما فائدة الشنط مع مناهج إلكترونية؟ ولم يكتف التجار بذلك ولكن أصبحت أسعار الشنط المدرسية أغلى من شنط السفر، ويا ليت بعض المدارس قبلت بهذا الوضع ولكنها رفضت حتى دخول الشنط بعجلات، بحجة أنها تخدش سيراميك المدرسة.
لقد أصبحت المدرسة بالنسبة للبعض مشروعاً تجارياً وليس تعليمياً، فلا فرق لديه بين المدرسة والسوبر ماركت، وبعض المدارس الخاصة بالرغم من رسومها العالية التي تنافس رسوم جامعات عالمية، فإن بعض طلابها علاماتهم عالية جداً، ولكن يفشلون ويسقطون في الاختبارات الدولية، والتي ليس فيها (توجيهات الإدارة برفع علامات بعض المواد أو مساعدة فصول بأكملها وليس فقط طلاباً بعينهم)، وكأن بعض المدارس (ينجح طلابها بالدرزن) ليصطادوا بذلك عدة عصافير بكيس بلاستيك واحد، فترضي أولياء الأمور بتفوق أبنائهم المزيف، وترضي الوزارة بزيادة عدد المتفوقين، وترضي الطلاب (أبطال البلاي ستيشن، والبابجي)، وتربح المدرسة الملايين، ولكن ماذا عن مخرجات تعليم هذه المدارس؟
غداً سوف يتولون مسؤوليات ومناصب «وتعال رقع»، ونصيحتي إذا أردت أن تعرف مستوى أبنائك لا تفرح بعلاماتهم العالية، ولكن اختبرهم في بعض المسائل الحسابية واللغوية والعلمية والدينية، وقد تتفاجأ بهم.
وحتى الزي الرسمي لا يختلف عن أي زي مدرسي آخر، ولكن شعار المدرسة يرفع الأسعار فتحقق المدارس أرباحاً، حتى لو كانت (أسوء وأرخص الأقمشة ولكن تباع بأعلى الأسعار)، وهذا لا يمنع أيضاً من رفع أسعار المواصلات للأبناء (خاصة مع نظام سالك الجديد).
وإذا اعتقدت أننا اكتفينا فأنت غلطان! فبعض المدارس لا بد من أن تستفيد من الكافتيريات والمطاعم من خلال تقديم وجبات بنوعية رخيصة وغير صحية، ولكن تباع بأعلى الأسعار.
للأسف بعض تجار المدارس أصبحت المدرسة بالنسبة لهم كأنها (مغارة علي بابا) وانفتحت على حساب ثروة مستقبل الوطن، وللأسف مرة أخرى كل شيء أصبح غالياً إلا شيئين.. المعلم والطالب!