السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سارقو أفراح البسطاء

أكثر ما أخافه في حياتي سياسي أحمق، ومثقف لا شهامة ولا مروءة له، يعيش حياته في التكّسب من قضايا شعبه لنفسه.. يعتريني القلق والخوف حينما أعثر على أي من هؤلاء، أشعر بأني لست وحدي من يقع في التهلكة، فالسياسي والأديب المناضل وجهان لعملة واحدة، إذا قررا أن كل ما يقومان به من أجل أوطانهما، لكن الحقيقة تختلف عن ذلك تماماً.

لكن السياسي والمناضل الأناني لا يمكن أن يخدم المواطن العادي الذي يستيقظ ويخاف ألا يعود مرة أخرى إلى منزله لأي سبب كان، وينتظر من الآخرين أن يكونوا أكثر شجاعة منه في قيادة المركب والنضال عنه وكتابة وصيته الأخيرة كما يجب، وما عليه سوى التصفيق والتصفير لهذا الذي لا يملك قدر أنملة من الصدق.

يدرك المواطن البسيط أن مثل هؤلاء على استعداد لخسارة أي شيء في حياتهم، بينما يخاف كثيراً لو تأخر عن أطفاله لخمس دقائق، الحياة تدور طاحنة حتى لا يمكنه التنفس، لذا فهو يبحث عن المناضل الجسور الذي لا يخاف من أن يُقطع لسانه، وعلى استعداد أن يفتح صدره للرماح.


لقد واجهت مثل هؤلاء المناضلين، وبائعي القضايا، هؤلاء الذين تعطلت حواسهم عدا قبح وسلاطة ألسنتهم، كما أن لديهم استعداداً كاملاً لخسارتك إذا وجدوا أنك تقف أمام مكاسبهم، ولديهم استعداد كامل لتزييف التاريخ والظهور عبر الشاشات ورجمك بما ليس فيك، إذا كان هذا الرجم مكسبه ذهباً.


مخيف جداً السياسي الأحمق، والأكثر خوفاً منه بائعي الضمائر للشياطين، هؤلاء الذين يتاجرون بأوجاع غيرهم.