الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

السياسة التركية بين الداخل والخارج

لا تخفي المعارضة التركية مطالبتها الصريحة بضرورة تغيير الحكومة التركية لسياستها الداخلية والخارجية معاً، فقد دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو، رئيسَ البلاد رجب طيب أردوغان، إلى التخلي عن الإخوان المسلمين ومصافحة نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال: «إذا كنا نريد أن تكتسب تركيا اعتباراً في سياستها الخارجية فعلى أردوغان أن يتخلى أولاً عن الإخوان المسلمين.. من هم الإخوان؟ مصالح الدولة التركية فوق كل شيء».

ووجّه كلامه للرئيس أردوغان: «ثانياً عليك أن تتصالح مع مصر التي نتشارك معها التاريخ والثقافة، على أي أساس نحن نخاصمها؟ هذه المخاصمة تنعكس سلباً على تركيا»، وطالب بأن ترسل تركيا سفيراً إلى مصر.

وطالب ثالثاً بعقد محادثات على المستوى الرسمي مع سوريا (النظام السوري) بأسرع وقت ممكن، متسائلاً: لماذا لا يوجد لدينا سفير في دمشق؟ ولماذا نعقد محادثات غير مباشرة (مع النظام عبر روسيا)؟ فوحدة الأراضي السورية من مصلحة تركيا.


وطالب رابعاً بحسب رأيه بأن تتخلى الحكومة التركية عن إرسال السلاح إلى ليبيا، متسائلاً: «ماذا تريدون من ليبيا؟ ولماذا ترسلون السلاح إليها؟ فبدلاً من لعب دور الوسيط من أجل السلام لماذا تسعون للإيقاع بين الأشقاء؟».


هذه المطالب الداخلية لتغيير السياسة التركية غير محصورة بتصريحات وتساؤلات كلجدار أوغلو، بل إن انتقادات أحمد داود أوغلو، وعبدالله غول، وعلي بابجان، وغيرهم، كلها انتقادات داخلية تعبر عن عدم رضا قطاع كبير من الشعب التركي، وفي الوقت نفسه توجه الرسائل السرية والعلنية من الخارج تطالب الحكومة التركية بتغيير سياستها نحو المسألة القبرصية، والتنقيب عن النفط، والغاز شرقي المتوسط بخطوات أحادية، وتطالبها بالحذر الشديد من التقارب مع السياسة الروسية، لأن التقارب التركي - الروسي وبالأخص في الجوانب العسكرية يُعتبر تهديداً مباشراً لحلف الناتو واستراتيجيته الأمنية والعسكرية لمنطقة الشرق الأوسط ووسط أوروبا.

أخيراً وليس آخراً، فما تتم مطالبة الحكومة التركية به هو تحديد سياسة واضحة من التحالف الذي تقوم به أمريكا مع بعض الدول الغربية والعربية، لتكوين قوة دولية ضد التهديدات الإيرانية لشعوب المنطقة بما فيها الشعب التركي أيضاً، فما يمنع ظهور عداء الثورة الإيرانية للشعب التركي هو حاجة الجمهورية الإيرانية لسكوت تركيا على عدوان حرسها الثوري في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي وغيرها، وأيضاً لمساعدتها على تجاوز آثار العقوبات الأمريكية عليها، وهو ما لا يضمن المصالح التركية!