السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

مارغريت آتوود.. جدة العالم

قبل أيام صدر كتاب جديد لـ «مارغريت آتوود» الذي حمل عنوان (الوصايا)، ويعد تتمة لعملها المعروف (هاند ميد تيل) الصادر عام 1985 وهي تستعد لدخول عامها الثمانين بعد شهرين من الآن.

من يتابع الطريقة التي استقبل بها القراء هذا الكتاب، وعشرات آلاف الصور التي التقطت للنسخ التي وصلت أصحابها عن طريق الأمازون أو منافذ البيع الأخرى، أو حتى تلك التي حملت توقيعها في متجر (ووترستنوز) في لندن، سيعرف أن هذه المرأة الكندية المولودة عام 1939 لديها قدرة فائقة على بث السحر في عالمنا عبر حكاياتها مثلما كانت تفعل الجدات قبل عصر الميديا.. كنت قد طلبت هذا الكتاب مع مجموعة كتب أخرى، من بينها رواية أليف شافاق التي تتنافس مع آتوود وسلمان رشدي على البوكر البريطانية هذا العام.

مارغريت تعد بمثابة الجدة التي تحكي لنا بسلاسة ومرونة وبساطة وسحر حكايات نساء من بلدها كندا أو من أمريكا الشمالية بشكل عام.. استمعت إلى محاضرة مسجلة لها في جامعة (أموري)، ووجدتها تتحدث عن نفسها وبدايتها من دون تكلف وبتلقائية، تجعل من قصة حياتها وعلاقتها بالأدب رواية أخرى.


احتفال السوشيال ميديا بكتاب «الوصايا» يقول لنا: إن عالم الكتاب بخير، وأن الفرح بصدوره لا يختلف عن صدور جهاز جديد للآيفون أو فيلم يتصدر مبيعات شباك التذاكر، وأن السيدة مارغريت لا تقل شهرة ومكانة ونجومية عن مشاهير العالم، وربما هي الأفضل بينهم، لأنها تقدم إبداعاً كبيراً قابلاً للبقاء في الزمن، فهذه الكاتبة الكبيرة هي وريثة كل الجدات في عالم الحكايات، حيث تتحدث الحيوانات، ويتخاطب الموتى مع الأحياء، ويتداخل الحلم مع الحقيقة.


تقول آتوود: «إن رواية القصص هي من أقدم المهارات التي تعلمها الإنسان ومنحته ميزة تطورية، إذا استطعت أن تخبر الشباب كيف تقتل النعامة فأدِّ ذلك بأغنية أو رقصة.. أو قل لهم إن العم جورج قد أكله التمساح هناك، لا تذهب للسباحة في هذا المكان، لأن هؤلاء الشباب ليس عليهم دائماً أن يتعلموا من التجربة والخطأ».