السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الأزمة السورية.. وقمة أنقرة

اجتماع القمة الذي انعقد يوم 16 سبتمبر الجاري في أنقرة وضم رؤساء روسيا وتركيا وإيران، والمخصص لإطلاق عملية التسوية السياسية في سوريا، هو الخامس من نوعه، ومن حيث الأساس سطرت هذه القمة خطاً سميكاً تحت معضلة الصراع العسكري القائم في سوريا، ويمكن القول الآن إن مرحلة اتخاذ القرارات السياسية بدأت بالرغم من إصرار الدول الثلاث على مواصلة حربها المشتركة ضد الإرهابيين.

ومن شأن الاتفاقيات التي توصل إليها الرؤساء الثلاثة أن تمهد الطريق أمام التوصل لتسوية نهائية للأزمة السورية، وإحلال السلام والأمن فيها، إضافة لدعم وترسيخ وحدتها السيادية والترابيّة.

وخلال الاجتماع، تم تحديد عدد المشاركين في اللجنة الدستورية بـ150 شخصاً، والآن بات من الضروري التأكيد على البدء المبكّر بالعمل وفقاً لهذه التركيبة، وتم التأكيد خلال الاجتماع على أن المتطرفين يبذلون محاولات يائسة لتقويض عمل اللجنة المذكورة، إلا أن بوتين سارع إلى القول:«اجتماعنا الثلاثي هذا هو من أجل التصدي لمثل هذه التهديدات».


واتفق المشاركون في القمة على أن «صيغة آستانا» هي المنصة الفعّالة للتوصل إلى الحلول الكفيلة بتغيير الأوضاع القائمة في سوريا، وسوف ينعقد اجتماع المستشارين والخبراء الـ14 من نوعه في شهر أكتوبر في عاصمة كازاخستان (نور سلطان) لمناقشة هذه الحلول العاجلة ووضعها موضع التنفيذ.


لقد عاد أكثر من 400 ألف نازح سوري إلى بيوتهم في سوريا، ولهذا السبب، أصبحت مهمة تشجيع هذا التطور والحفاظ على البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية للدولة السورية، يمثل الأولوية في الوقت الراهن، ونصّت إحدى الاتفاقيات التي توصل إليها المجتمعون على بذل جهود مشتركة لضمان إزالة جميع أسباب التوتر والاحتقان في مدينة إدلب.

ولا شك في أن مؤرّخي المستقبل سوف يعربون عن تقديرهم للجهود التي بذلتها موسكو في سوريا، وهي الجهود التي شكّلت في مجموعها ضربة قاضية للمنظمات الإرهابية، ولعبت روسيا دوراً مهماً في توحيد رؤى السنّة الأتراك والشيعة الإيرانيين في إطار هذا التحالف الثلاثي.

وكان الحدث الأكثر تميزاً في قمة أنقرة هو أن الرئيس بوتين استشهد بالقرآن الكريم مرتين، حيث قال: «تذكروا تلك العظات التي يتحدث عنها القرآن الكريم حول رحمة الله، إذ يقول: «إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» - آل عمران.

والحقيقة القائمة الآن هي: أن معظم ما يختلف عليه الناس قد يتحول إلى سبب للصراع إذا لم يحظَ باهتمام الأطراف المعنية، واستعار بوتين أيضاً آية من السورة الثانية من القرآن الكريم (البقرة) والتي تقول: «لا إكراه في الدين».

وخلال الإجابة عن سؤال يتعلق باحتمال تقديم مساعدات روسية للمملكة العربية السعودية، قال بوتين: إن موسكو كانت دائماً جاهزة لتقديم المساعدات والتجهيزات المناسبة للرياض مع أجهزة الدفاع الجوي، مثلما فعلت بموجب علاقاتها بإيران وتركيا.