الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

شيء من أحاديث النفس والقلب

لن يبلغ أحدنا الحكمة بلا تجربة، فهي تراكم الوعي على امتداد أعمارنا، لن نجنيها إلاّ بالتجربة والمراس.

تتحكم في البشر قوتان هما:«العقل، وهو مصدر الحكمة والتفكر والمنطق والاستدلال، والقلب، وهو منشأ التجليات الروحية والنفسية، من الرغبة والحب والتمني والإنفعال»، فاختلاف حياة كل إنسان منا يكون بحسب تحكمه بهاتين القوتين فيها، فإن غلبت سلطة العقل على القلب كانت حياته سوية ومتزنة، وإن خضع لسلطان قلبه فسيبقى أسيراً لأهوائه ومزاجيته وتقلباته!.

من القضايا التي تُشكل على الكثير منا، قضية توافق الأزواج، خاصة، حينما تتعارض تلك القوتين بداخله، وتُبقيه في صراع ما بينهما، فمن خلال تجارب الآخرين الناجحة والفاشلة، أو تلك التي تراوح بجهد جهيد للاستمرار، توصلت إلى حقيقة، مفادها، بأن مسألة حرق المراحل التعارفية في فترة ما قبل الارتباط، وعدم إعطاء الفرصة للتعارف «السايكولوجيتي» من قِبل الطرفين، والانغماس في حالة الترف العاطفي وخاصة في بداية نشوء العلاقة العاطفية، وعدم المكاشفة في أدق التفاصيل الجوهرية بينهما، والتنازلات غير المحسوبة في تلك الفترة، تعد من أسباب فتور العلاقة الزوجية فيما بعد.


فأي شرط جوهري لاستقرار الحياة الزوجية تم التنازل أو التغاضي عنه إماّ لقلة الخبرة أولعدم تقدير الأمور بسبب الانقياد العاطفي للحبيب في فترة ما قبل الارتباط، هو من الأسباب الجوهرية لنشوب الخلافات فيما بينهما بعد الزواج.


فممارسة خيانة الذات في لحظات الانتشاء العاطفي المؤقت، خطأ فادح يرتكبه السذج بحق أنفسهم، لأن المشاعر تتبدل، وتتحول من حالة الهيام إلى مودة وتراحم فيما بعد، وإن غابت تلكما الفضيلتين بين الشريكين، فلا قيمة ولا معنى للارتباط.