الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سوى داعش.. بيننا دواعش!

لم تجزم أية قوة أو نظام في العالم حول نهاية تنظيم داعش الإرهابي، فكل ما أعلن في العراق وسوريا هو محاربة التنظيم والانتصار عليه!، لكن هل أعلن العراق أو سوريا القضاء على هذا التنظيم؟

فبين فترة وأخرى يتم الإعلان رسمياً عن قيام تنظيم، أو خلايا تنظيم داعش بعمليات إرهابية سواء في غرب أو شمال أو حتى وسط العراق، والإعلام الرسمي يطلق على من قام بهذه العمليات الإرهابية تسمية ـ أخلاقياً - للتخفيف من وطأة وجودها ونشاطها بعد أن تم الإعلان والاحتفال رسمياً بالانتصار على داعش ونهايته.

فعملياً، تحررت الموصل من قبضة التنظيم ورحل الدواعش عن سلطة حكمها، بعد أن خاض الجيش العراقي وبدعم من قوات التحالف الأمريكية خاصة، معارك أدت إلى تهديم واحدة من أقدم مدن العراق وتهجير الملايين من سكانها، كما أن خلايا داعشية جديدة بدأت تظهر، ليست خلايا نائمة في المنطقة.


إنّ الأكثر خطورة من ذلك ما حدث منذ الإعلان عن تحرير الموصل، إذ تجري عمليات تشييع المدينة وإجبار أهلها بالقوة على تقبل ما يجري، فقد سيطر الوقف الشيعي على أضرحة الأنبياء يونس وشيت ودانيال، كما تمت السيطرة على أهم مساجد السنة في المدينة، وتم تعيين كبار المسؤولين من عناصر وقيادات ميليشيات الحشد الشعبي، وإبعاد الكفاءات من أهالي المدينة عن المراكز المتقدمة وصارت قيادة محافظة نينوى بأيدي الميليشيات الموالية لإيران.


لم يقتصر الأمر على ذلك فقد امتدت السيطرة الإيرانية لسهل نينوى الذي تسكنه أقليات دينية مسيحية ويزيدية وكاكائية، إذ أقامت السفارة الإيرانية في العراق مدرسة باسم (الإمام الخميني) في ناحية برطيلا التي جميع سكانها من المسيحيين، إضافة إلى بلدات مسيحية ويزيدية مثل بعشيقة وبغديدة وشيخان، وحسب باحث من الأقلية الدينية الكاكائية فإن الإيرانيين يقومون اليوم بإجبار أبناء الطائفة على التشيع في كركوك مع أنهم فرقة دينية قريبة للمذاهب السنية.

يقول ناشط من أهالي الموصل إن الأسباب التي أدت لظهور تنظيم داعش وسيطرته على المدينة عام 2014 كانت أقل وطأة على أهالي المدينة مما يجري عليهم اليوم من عمليات اختطاف، وابتزاز، وقتل، وتغييب في مدينة باتت مهدمة، ومهددة، ومسيطراً عليها من قبل الميليشيات الموالية لإيران.