الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

تفويت الفرصة على المتربصين

ليس من حق الإنسان مهما كان أن يتصرف في حياته وفق ما يشتهيه، حتى لو ظن أنه بذلك يعالج خطأ معيناً، أو موقفاً محدداً، وما على العاقل إلا أن يتجاوب مع الظروف التي تواجهه، وأن يكون على حذر تام من الوقوع في الأخطاء، أو إدخال الفرح على قلوب المتربصين بأمن البلاد والعباد.

الحكيم من الناس هو ذلك الذي يدرك قيمة «تفويت الفرصة» على المحرضين على أوطانهم، وهو الملتزم بمبدأ حسن التعايش، واحترام الرأي، وهو الحريص على أن تكون نيته حسنة، وهو المصر على تسيّد المصلحة العامة في كل تصرفاته.

لن نجد لمنعطفات الحياة ومنحنياتها، حلاً أيسر من الثقة بالنفس، وتفعيل الأخلاق القويمة، والنظر للأمور بعين الحكمة والبصيرة، والتنبه الكامل للمحرضين والمخربين، ومعاقبتهم ومحاسبتهم بالقانون، وتقديمهم إلى العدالة، وتعريفهم وغيرهم أن المسؤولية مبدأ عظيم لإنسانية الإنسان، وأن الدين ليس منهج اعتقاد وإيمان فحسب، بل هو منهج للحياة بكل واقعها وظروفها، وباب إلى ممارسات سلوكية في جميع الجوانب الحياتية؛ تقوم على التراحم والتكافل والتناصح والسماحة والمودة والإحسان والعدل، وبدون ذلك تضيع المجتمعات، وينحرف الناس، وتنهدم العلاقات والوشائج، وتنغلق العقول، وتكون الأجندات الخاصة والحزبيات هي المسيطرة على ظاهر الناس وباطنهم؛ ولقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الحزبيات الضيقة، والتي يسميها البعض بالمعارضة، ليس وراءها إلا تخريب وتدمير مقومات الإنسان، والتضحية بتراب الأوطان لحسابات أجندات خارجية.


كل أزمات الناس مهما كانت كبيرة لا بد أن تزول، إلا أزمة النافخين في نيران الفتنة، فهؤلاء وكما ذكرت لا بد من مقاومتهم والتصدي لهم، وإفهامهم أن من حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون، وأن يختلفوا كما يريدون حول أية قضية، وعلى أية مسائل مهما كبرت أو صغرت، أما التناحر والاختلاف على الدولة والوطن، فهذا غير مقبول!، ولا يمكن أن يرضى به أي إنسان، بغض النظر عن لون بشرته، أو فصيلة دمه، فالوطن أكبر من الجميع، وأمنه فوق الرؤوس، وكل المآرب الشيطانية الدنيئة للمتآمرين على أوطانهم في الخارج، كذا أذنابهم في الداخل لن تتحقق، وعمليات تفويت الفرصة على المتآمرين مستمرة بكل حكمة وكياسة وفطنة وقوة وبسالة.