الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

أوراسيا في السياسة الخارجية الروسية

مع بداية الازدهار الاقتصادي في الصين والهند، تم التفطن لأوراسيا كمركز للجغرافيا السياسية والاقتصادية الجيولوجية عالميا، والتي تضم ستاً من أصل تسع قوى نووية، احتياطاتها ضخمة من الطاقة، و70 ٪ من سكان العالم يتركزون فيها، ولا تخلو من أن تكون أيضا حاضنة للعديد من الصراعات.

اليوم، تمثل قارة آسيا 36 ٪ من الإنتاج العالمي، وتصدرت 210 شركة من أصل أكبر 500 شركة من الشركات الآسيوية إيرادات العالم، فالهند والصين وإيران وتركيا واليابان وبلدان وسط وجنوب شرق آسيا - ورثة الحضارات القديمة العظيمة، أعطت البشرية المعرفة والتكنولوجيا الفريدة، والإنجازات في الطب والرياضيات والثقافة والفن.

بالنسبة لخطنا في المستقبل، فإن الجوهر الأوروبي - الأوراسي لحضارتنا يتطلب إقامة أوسع العلاقات، حيث يدرك الأوروبيون أن الطريقة الوحيدة لكيلا يتحول الاتحاد الأوروبي إلى «فناء خلفي» غير طبيعي للاقتصاد والسياسة العالميين، هو توحيد أوروبا وآسيا من لشبونة إلى فلاديفوستوك، وبالطبع هذه مهمة ليست بالسهلة، وسوف يتطلب تنفيذها بذل جهود كبيرة من كل المعنيين، فكل رحلة تبدأ بخطوة.


في السنوات الأخيرة، تم توحيد السياسة الخارجية الأوراسية لروسيا بشكل رسمي في عدد من المبادرات، حيث أنشئ في المقام الأول الاتحاد الاقتصادي الأوروبي - الآسيوي عام 2015.. وفي منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي يونيو 2016، اقترح بوتين شراكة جديدة في أوراسيا، والتي يمكن أن تشمل الصين والهند وباكستان وإيران ودول أخرى من القارة.


تسترشد سياسة أوراسيا بمبادئ التقدم المشترك الذي يبني الاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية –الآسيوية، أين تتجسد رابطة التكامل هذه على المساواة والبراغماتية مع مراعاة مصالح كل من الأطراف، علاوة على ذلك فإن اتحادنا ليس سوقًا مغلقًا.

تضم «EurAsEC» أو مجموعة أوراسيا الاقتصادية الآن خمس دول هي: روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأرمينيا، حيث قامت المجموعة بتطوير العلاقات الدولية بإبرام اتفاقيات التجارة الحرة مع فيتنام في الفاتح أكتوبر 2019، وتم توقيع نفس الاتفاقية مع سنغافورة و منطقة تجارة حرة مؤقتة مع إيران.

إن المفاوضات جارية مع مصر، وقريباً الجولة الأولى من المفاوضات مع الهند، حيث أبرم الاتحاد الأوراسي اتفاقية تعاون تجاري واقتصادي مع الصين سابقا، كما بدأ تنفيذ برنامج التعاون بين اللجنة الأوراسية، والآسيان للفترة 2019-2020.

كل هذه الاتفاقيات مهمة لتكوين شراكة أورو - آسيوية مهمة، مع المشاركة المحتملة لرابطة الدول المستقلة، ومنظمة شانغهاي للتعاون، وآسيان والعديد من الدول الأخرى.