السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الشغف القاري

يلاحظ في مشاركاتنا القارية والإقليمية الأخيرة، أن منتخباتنا وأنديتنا فقدوا شغف المنافسة على المسابقات والبطولات الخارجية، وتجدهم يعانون على مستوى النتائج السلبية وكأن هناك من يجبرهم على خوض المباريات دون رضاهم، لذلك باتت المنتخبات والأندية مجرد حصالة ومشاركاتهم بيضاء.

وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ بل نتاج عمل خاطئ من قبل الإدارات أثر على عقلية اللاعبين وقتل طموحاتهم الخارجية، وباتت جل أحلامهم المنافسة على المسابقات المحلية، لتحقيق مجد سريع ومكتسبات سهلة تسجل في تاريخ الإدارات، وتساهم في بقائهم على الكراسي لأطول فترة ممكنة، لذلك دائماً ما يكون الطريق السهل الهدف الأول.

هذا العمل الخاطئ يبدأ من المراحل السنية، إذ إن الأجهزة الفنية والإدارية تعمل مع اللاعبين بهدف وصولهم إلى الفريق الأول أولاً، ومن أجل تحقيق الألقاب المحلية، ويتم ملء عقلية اللاعبين بأن هذه البطولات تمنحهم مكافآت مالية ضخمة، ويجب أن تكون أول أهدافهم من أجل ضمان مستقبلهم المادي وهكذا.

للأسف، لا يمكن لمن يشرف على هذه المواهب نقل فكرهم إلى المنافسات الخارجية، لأنه ليس من ضمنهم أحد حقق حلم التواجد في المونديال، باعتبار أن أغلبية نجوم 90 بعيدون عن العمل في الأندية والاتحادات، غير أن الكوادر الفنية يصطدمون بالعقلية المحدودة للإداريين الذين أغلبهم لم يمارسوا كرة القدم من الأساس.

قد يذهب البعض إلى أنني أبالغ في حديثي، لكن أكبر دليل على ذلك أن هناك أندية سبق أن منعت لاعبيها من الانضمام إلى منتخبات المراحل السنية بحكم أن لديهم مباريات محلية في مسابقات المراحل السنية، والمؤسف حقاً أن هناك من يجعل اللاعبين يدعون الإصابة لعدم انضمامهم للمنتخبات، وهناك نماذج عديدة جداً.

لذلك عندما يتم بناء اللاعبين بهذا الشكل الخاطئ وبمفاهيم مثل هذه، فلا يمكن لومهم مستقبلاً، عندما يتواجدون في مباريات خارجية سواء مع الأندية والمنتخبات، وتجدهم يتأثرون بضغوط المباراة خاصة عند الوصول إلى أدوار متقدمة، هذا وعلى الرغم من أنهم قد يمتلكون الموهبة والإمكانات التي تمكنهم من التفوق، لكنهم ذهنياً غير مستعدين لتحقيق التطلعات والطموحات الخارجية، ويجب أن لا نلومهم، بل أن نلقي اللوم والأسف على من أوصلهم إلى هذه المرحلة.