الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

مطبّات في احتفالات رأس السنة

يُعتبر الأسبوع الذي يقع فيه رأس السَّنة الميلادية، أطول فترة عطلة في اليابان خلال العام كله، وبهذه المناسبة، يحرص اليابانيون على الانضمام لعائلاتهم ليقضوا معاً أياماً كاملة في أجواء احتفالية عامرة بمشاعر ومعاني القداسة، وتستمر من بداية الأسبوع الأخير لشهر ديسمبر حتى الأيام الثلاثة الأولى من شهر يناير.

وهي تشبه الاحتفال بعيد الأضحى في العالم الإسلامي، وعيد ميلاد المسيح في الغرب، وحلول السنة القمرية الجديدة في الصين والدول التي تتبع نظامها في التقويم.

وفي السنوات العاديَّة، تحرص العائلات التي تعيش في المدن الكبرى، والتي تكون قد ارتحلت إليها قبل عدة أجيال، على الرجوع إلى بيوت الأجداد والأسلاف في الضواحي والقرى البعيدة، ويلتقي الأطفال بآبائهم وأجدادهم من أجل تقوية الروابط العائلية.


وعندما يكون العام خالياً من وباء فيروس «كوفيد-19»، يتم تسجيل حركة تنقّل غير عادية للناس الذين يحترمون هذه التقاليد، فيبادرون بزيارة بيوت الأقرباء والمعالم الأثرية في طوكيو والأقاليم الأخرى.


ونظراً لأنني خبير في قضايا الشرق الأوسط ومقيم في اليابان، فيمكنني القول إن العام الماضي كان الفترة الأكثر ازدحاماً بالأحداث الكبرى في تاريخ المنطقة.

دعنا نتذكر معاً بعض ما حدث خلال العام الماضي، فلقد فرّ كارلوس غصن من طوكيو إلى بيروت عن طريق إسطنبول، مستغلاً فترة انشغال الناس بقضاء عطلة رأس سنة عام 2019، ويوم 3 يناير 2020، اغتيل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق.

وعادة ما تحدث هذه الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط في موسم عطلة رأس السنة، عندما تسعى الجهات الرئيسية المهتمة بسياسات الشرق الأوسط لاستغلال الانفلات الأمني، وتشتت انتباه السلطات أثناء موسم الأعياد.

وشكلت نهاية فترة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة والتي تدوم 4 سنوات، عاملاً مهماً لزيادة التوتر والاضطراب في المنطقة، وجرت العادة أن يكون هناك فراغ مؤقت في سلطة الدولة الأمريكية في الفترة الممتدة من شهر ديسمبر حتى شهر يناير عندما يحل الرئيس الجديد مكان الرئيس القديم في المكتب البيضاوي.

وهذا العام، بلغ التوتّر أشدّه لأن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أعلن عن رفضه التخلي عن منصبه بهدوء، ونظم مناصروه المتعصبون تظاهرات عبروا من خلالها عن رفضهم لنتائج الانتخابات الأخيرة.

وعادة ما يحاول أعداء الولايات المتحدة استغلال فترة الفراغ في السلطة، ويأتي الخوف هذه المرة من الرئيس ترامب ذاته بعد أن عبّرت مرجعيات سياسية عن خوفها من أن يعمد لاستغلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض، والإقدام على عمل خطير من شأنه إثارة اضطرابات واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط كلها.

ولهذه الأسباب، لم يعد في وسع أي إنسان مهتم بأوضاع الشرق الأوسط أن يشعر بالراحة في موسم عطلة رأس السنة.. فما الذي يمكن أن يحدث خلال هذا العام الجديد؟