السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عين على جورجيا

ترى هذه المقالة النور يوم اختيار الناخبين في جورجيا عضوين يُمثِّلان الولاية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وما كانت الأنظار لتتجه إلى هذه الولاية الجنوبية - إحدى ولايات ما يعرف بالحزام الإنجيلي - ما لم يتوقف عليها مصير بقاء المجلس بقيادة جمهورية.

بصرف النَّظر عن سيد البيت الأبيض بعد ظهر العشرين من الشهر الجاري، فإن هوية المجلس الحزبية يتوقف عليها كثير من القضايا الداخلية والخارجية، فلا دونالد ترامب الرئيس الحالي ولا جو بايدن الرئيس المنتخب «المفترض» يستغني عن دعم المجلس سواء ظل شوكة في حلق الديمقراطيين أو به تتحقق إحدى نوادر التاريخ الأمريكي، وهو استئثار حزب بالرئاسات الثلاثة: البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب.

وفي حال وقوع ما لا تُحمد عقباه، وهو وعيد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي تشاك تشومر، فإن انتزاع المجلس من الجمهوريين يعني «تغيير أمريكا» والعالم على المديين القريب والمتوسط.


داخليّاً، وهذا الأكثر خطورة، فإن الرئاسات الثلاث ليست وحدها التي ستبقى في يد الديمقراطيين، بل سيتمكن يسار الحزب من انتزاع السلطة الأخيرة ـ وهي التشريعية ـ عن طريق زيادة أعضاء المحكمة العليا إلى أعلى من تسعة، بحيث يتم قلب الأغلبية المحافظة - وهي لا تعني جمهورية بالضرورة - لصالح الليبراليين وليس الديمقراطيين فقط.


واقع كهذا يزيد من انقسام أمريكا اتساعاً وعمقاً، فكثير ممن صوتوا لبايدن كانوا في حقيقة الأمر يصوتون لصالح إخراج ترامب من البيت الأبيض أياً كان منافسه.. هذه حقيقة يدركها الجميع بمن فيهم اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي، الذي انصاع لرغبة «مؤسسة» الحزب وسمح بتصعيد بايدن في الانتخابات التمهيدية لسحب الأوراق من أيادي المترددين في التصويت ضد ترامب.

أما خارجيّاً، فكثير مما يخص التعيينات السيادية الحساسة والتمويل والمعونات والهبات العسكرية والاقتصادية الخارجية، يكون فيه القول الفصل لمجلس الشيوخ، حيث الخبرة والرصانة تعمل عمل الثوابت في سياسات دائبة الحركة ووجوه دائمة التغيير في الوظائف التنفيذية ومجلس النواب إلا ما ندر، وواقع الحياة السياسية يشير إلى ثبات أكثر في احتفاظ من يختارهم الأمريكيون في مجلس الشيوخ أكثر من نظرائهم في النواب.

أختم هذه السطور في ختام اليوم الأول من العام الجديد، غداة عودة ترامب من منتجعه الشتوي في فلوريدا محل إقامته الجديد، ترامب يلقي عشية انتخابات جورجيا (اليوم الخامس من يناير) خطاباً أراه باروميتر ما سيحدد موقفه ما بين اليوم السادس، واليوم العشرين من الجاري.. ترامب يستعد قطعاً، لولاية ثانية.