الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

مجلس التعاون.. وُجِد ليبْقى

انطلقت فكرة «مجلس التعاون الخليجي» من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه - وقد تأسس فعلياً عام 1981 وكان المغفور له يهدف من إنشاء هذا المجلس الذي يتشكل من 6 دول خليجية إلى تنسيق العمل والتعاون الخليجي المشترك في المجالات كافة، وهو الذي يصب في النهاية لمصلحة مزيد من علاقات الأخوة بين دول المجلس، وإلى تحقيق رفاهية الشعوب الخليجية.

الشعوب الخليجية لا تعتبره مجلساً للتعاون الخليجي المشترك بقدر ما تعتبره بيتاً خليجياً واحداً يتألف من 6 أشقاء يستهدفون تعزيز العلاقات المشتركة وتوثيق أواصر الأخوة بينهم، وإذا كان كذلك، فمن الطبيعي أن تعصف الخلافات ببيت الأسرة الواحدة، وهي خلافات يمكن تجاوزها بمزيد من الحكمة والتعقل، إذ لا أحد رابحاً من استمرار الخلاف سوى المتربصين بالمجلس الخليجي وإنجازاته والطامعين بثرواته وخيراته.

وإذا كانت المملكة العربية السعودية نجحت في تنظيم أعمال القمة الـ41 بامتياز، فإن الأهم هو عودة العلاقات الطبيعية والدبلوماسية مع الشقيقة قطر، لتؤكد المملكة أنه مهما بلغت الخلافات بين دول المجلس فإن حكمة قادة الخليج ونظرتهم الثاقبة لمصلحة الشعوب الخليجية قادرة على تجاوز الخلافات إلى بر الأمان، وهكذا يفترض أن مجلس التعاون الخليجي وُجِد ليبقى ويستمر.

الأزمة الخليجية التي تلاشت وانتهت بجهود الدور الكويتي ومن قبله الدور العماني، يجب أن ترسل رسالة فورية إلى شعوب الخليج العربي مفادها: أنه لا مصلحة لأحد من إثارة الخلافات الخليجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتبادل الاتهامات والإشاعات الباطلة، فمثل هذه الممارسات هي مجرَّمة قانوناً، قبل أن تكون سبباً لإطالة أمد أي أزمة خليجية.