السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الديمقراطية في خطر

الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي (6 يناير الجاري) كشفت الوجه الآخر للديمقراطية الجديدة، وصدمت العالم بأسره.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه العديد من الاتهامات والفضائح، وهو على وشك الخروج من البيت الأيض، ذلك لأنه حرّض أنصاره على العنف ضد الدولة ومؤسساتها وقياداتها ومواطنيها.

لقد دهش العالم من مشاهدة أنصاره، وهم يقتحمون مبنى الكونغرس، ويعيثون الفوضى في أرجائه، وسط مواجهات عنيفة مع رجال الشرطة، حتى لم تعد رموز الديمقراطية الأمريكية مقدسة.


علينا ألّا ننسى أن الديمقراطية تهدف أساساً إلى صون وتعزيز كرامة الفرد وحقوقه الأساسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتأمين تماسك المجتمع وتلاحمه، وتوطيد الاستقرار الوطني والسلام الاجتماعي، وتقوم على سيادة القانون وحقوق الإنسان، بحيث لا يعلو أحد على القانون، والجميع متساوون أمامه.


وما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية الأيام الماضية مخالف لذلك، حيث قام أنصار دونالد ترامب بأعمال عنيفة لا تسمح أي دولة ديمقراطية بها، ومن خلال تلك الأحداث عرض ترامب تأثيره الشعبي، وكانت نتيجته اقتحام المبنى قبل انعقاد جلسة التصديق على فوز بايدن، سعياً منه لإرهاب خصومه ودفعهم إلى تغيير قرارهم.

إن هذه الحادثة تثير تساؤلات كثيرة حول المبادئ الديمقراطية، التي تعتبر مفتاح تحقيق الأمن، وهي تخاطب المواطنين الأمريكيين وتسألهم: أيها الديمقراطيون.. أين إيمانكم بالديمقراطية؟

وتأتي الإجابة في القول: أنتم تتبنون الديمقراطية عندما تجري الرياح بما تشتهي سفنكم، ولكنكم تستغنون عنها عندما تسير الأمور بعكس رغباتكم.. إن أحاديثكم المتكررة عن الديمقراطية ليست سوى شعارات مرحلية، تكتيكية، لا علاقة لها بالمواقف المبدئية.