من غاري كاسباروف، إلى روجيه فيدرر ورافاييل نادال.. مايكل جوردان وكوبي براينت إلى يوسين بولت ومحمد علي كلاي.. من الألماني شوماخر إلى زيكو ومارادونا والجوهرة بيليه.
هيلينيو هيريرا إلى رينوس ميتشيلز، وإرنست هابل، من يوهان كرويف والسير اليكس فيرغوسون إلى الإسباني بيب غوارديولا.
الإبداع لا شكل ولا طريقة ولا لون له، يلامس القلب في كل الأزمان والأوقات والأماكن، يمنحك شعوراً بالسعادة.. يغمرك ويحتلك دون استئذان... باختصار بيب غوارديولا المدرب الإسباني الفذ أرغم الجميع وأرغمنا على وضع اسمه في لائحة المبدعين والعظماء.
أسطورة تحقيق التوازن في الوسط بين الدفاع والهجوم، يملك ذكاءً تكتيكياً خارجاً ورائعاً في التعامل مع لاعبيه وكسب ثقتهم في غرفة خلع الملابس.
بيب غوارديولا هو فيلسوف العصر الحديث في عالم التدريب في الساحرة المستديرة، الرجل الذي يعيش من أجل كرة القدم ولذلك قررت كرة القدم رد الجميل له من خلال إنجازات لا تتوقف في مسيرته التدريبية.
واحد من أبرز قرارات مانشستر سيتي الإدارية كان التعاقد مع بيب غوارديولا ومنحه كامل الدعم والثقة وفي المقابل أتت النجاحات واحدة تلو الأخرى والسيطرة على المستوى المحلي في انتظار تحول تلك الهيمنة قارياً.
تحت قيادة بيب غوارديولا، قدم السيتي كرة قدم خيالية ممتعة بجانب عدم الاعتماد على لاعب واحد، حيث يعول بيب على كرة القدم الجماعية وليست الفردية، ونتج عن ذلك تحقيق لقب الدوري الإنجليزي 3 مرات، ويبدو أن الرابعة في الطريق في الموسم الحالي.
السيتي تحت قيادة بيب حقق كذلك لقب كأس الرابطة الإنجليزية 4 مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة ودرع الاتحاد الإنجليزي مرتين.
ما يميز بيب مع السيتي هو اللعب ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم وسرعة التحول من الدفاع للهجوم والاعتماد على مهارات اللاعبين أمثال كيفين دي بروين ورحيم سترلينغ ورياض محرز وبرناردو سيلفا، وتطوير أداء جميع اللاعبين بشكل ملحوظ، فهو مدرب دائماً ما يترك بصمته الفنية لكل لاعب.
غوارديولا حوّل السماوي لفريق مرعب بهوية يخشاه الجميع، تحول الفريق إلى مجموعة مقاتلين على أرضية الميدان، وهو ما ساهم في وصول الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا، وما ينقصه فقط الفوز باللقب الأوروبي ليحقق كل شيء ممكن في مسيرته مع الفريق الإنجليزي.
ويتذكر الجميع موسم 2017-2018 عندما وصل السيتي إلى 900 تمريرة أمام تشيلسي في موسم حقق الفريق من خلاله 100 نقطة بأطول سلسلة لا هزيمة وحقق اللقب قبل 5 جولات من النهاية في موسم اكتسب من خلاله السيتي للجميع على طريقة ما كان يقوم به السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد في وقت سابق.
ختاماً:
قد تتفق.. قد تنزعج.. قد تحب أو تكره.. في النهاية يبقى أسلوب وحداثة وإبداع وبطولات الإسباني بيب غوارديولا.. حقيقة لا يمكن للعين إلا أن تراها.