الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

فعل القراءة.. والثقافة المجتمعية

فعل القراءة.. والثقافة المجتمعية
لن تختفي ظاهرة سلبية ما لم نعمل على تكريس فعل أو ظاهرة صحية مقابلها، من العادات الجميلة التي تنمي وعي الإنسان وترتقي بالمجتمعات ثقافياً وفكرياً وسلوكياً أيضاً فعل القراءة، وهذا السلوك الحضاري لا يمكن أن نفعّله اجتماعياً بالعصا أو بالإكراه، فهو فعل طوعي وشغف ينمو مع الفرد من منطلق أن القراءة الحرة زاد الفكر ووسيلة ومن وسائل ترقّي الإنسان، والسبيل لفتحه آفاقاً جديدة لن يستطيع ولوجها واكتشافها إلاّ من خلال المطالعة.

القراءة، وحظوة الكتاب في تراجع، وهذه حقيقة لا يمكن أن نطمسها أو نواريها بالرغم من كل المبادرات الوطنية في هذا الشأن، والذي يستدعي تضافر الجهود ومضاعفتها لجعل عملية اقتنائه ثقافة عامة راسخة لدى فئة الناشئة والشباب، من خلال تمكين السلوك القرائي في الأسرة أولاً، وبإعادة تفعيل النشاط القرائي للطلبة ثانياً، عبر حصص مخصصة للقراءة وبإشراف المعلم، على أن تتم مناقشة موضوع الكتاب الذي قرأه الطالب أمام الطلبة من قِبل المعلم، وبغير هذه الخطوات لن نستطيع رفع حظوة الكتاب بين طلبة المدارس، ويبقى هنالك سؤال، وهو: هل لدينا أساتذة لديهم هذا الحرص لتمكين الكتاب الحر لدى طلبة المدارس؟.

وهذا يتبع بسؤال آخر: هل بالإمكان مساواة المطالعة الحرة بالكتاب المدرسي من ناحية الأهمية والجدوى في ذهنية الطالب؟.


برأيي، نعم، إذا بدأنا بتثقيف أولياء الأمور بأهمية المطالعة إلى جانب المقرر الدراسي بالنسبة للطالب، ومن ثم اجتهادهم في تغيير نمطهم المادي الاستهلاكي في الترفيه، بجعل المطالعة من وسائل الترفيه العائلي الحضارية، التي لا تقل أهمية وحضوراً عن بقية الوسائل في الحياة.