الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

رياضتنا تعاني بروداً عاطفياً

المتابع لواقع مؤسساتنا الرياضية في الدولة يجد أن أكثر ما تفتقر إليه تلك المؤسسات من قمة الهرم إلى أصغر مؤسسة تعنى بالشأن الرياضي في الدولة هو الجانب التكاملي فيما بينها، في الوقت الذي من المفترض أن تكون العلاقة فيما بينها متكاملة في كل شيء، بدليل أن كل مؤسسة منها تعمل في جهة وكأن كل واحدة منها معزولة وفي وادٍ آخر. فهيئة الرياضة التي تمثل قمة الهرم الرياضي في الدولة نجدها في وادٍ، واللجنة الأولمبية تهيم في وادٍ آخر ولكل منهما توجهاتها وسياستها الخاصة بها، والضحية من وراء ذلك التباين هي الاتحادات والأندية التي نجدها تدور في فلك مضطرب، بسبب ضبابية الرؤية وانعدام الانسجام بين من يمثلون قمة الهرم الرياضي وبين الجهات المعنية بتطوير الرياضة وتحقيق الإنجازات ورفع راية الوطن.

ليس من المستغرب أن يخرج إلينا من ينفي ذلك ويدعي بالتكاملية والوفاق والاتفاق بين المؤسسات الرياضية في الدولة، لأننا اعتدنا على ذلك من سنوات طويلة تطبيقاً لنظرية «إننا ﻻ نكذب بل نتجمل»، حيث لم يسبق لمسؤول رياضي أن صرح أو أعلن عن وجود خلاف فيما بين المؤسسات الرياضية حفاظاً على العلاقة الودية، الأمر الذي كان سبباً في اتساع هوة الخلاف فيما بينها وتحولت معها العلاقة إلى ما يشبه البرود العاطفي فيما بين تلك المؤسسات.

وانعكس ذلك سلباً على مسيرة الرياضة في الدولة، التي تأثرت كثيراً نتيجة غياب التكاملية وسيطرة الفردية والمركزية على منظومة العمل في واقعنا الرياضي.


وحتى نقرب الصورة أكثر، نتوقف أمام مثال بسيط يعكس حقيقية غياب التكامل بين مؤسساتنا الرياضية، واقعية حل اتحاد ألعاب القوى وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الأمور بقرار من اللجنة الأولمبية، وهو الأمر الذي اعترضت عليه هيئة الرياضة التي اعتبرت ما حدث تدخلاً من الأولمبية في اختصاصاتها، ما أدى لتصاعد الأمور بين المؤسستين خلف الكواليس، ووصل ضجيجها للشارع الرياضي الذي وقف متحيراً لا يعرف من هو صاحب الحق ومن الذي سلبه من الآخر.


كلمة اخيرة

مصلحة الرياضة الإماراتية شأن عام وﻻ يخص جهة بعينها، وما يحدث على صعيد غياب التكامل فيما بين مؤسساتنا الرياضية أصابها بالبرود العاطفي.