الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل نحن جاهزون؟

هل كان يعلم سائق التاكسي بأنه سوف يكون هناك برنامج اسمه (أوبر أو كريم) ينافسه في رزقه وعمله؟، وهل كانت شركات السياحة والسفر تعلم أن برنامجاً مثل (بوكينغ وغيرها) سوف يقضي تقريباً على مؤسساتها ووظائفها؟، وهل استعدت مؤسسات النقل والبلديات والإدارة العامة للمرور للسيارات والشاحنات بدون سائق أو للتاكسي الطائر؟، وهل استعدت المستشفيات والأطباء لعمل الذكاء الصناعي والتشخيص الطبي الذي بات دقيقاً بنسبة 95 في المئة في بعض مجالات الطب وسوف يشمل الكثير من مجالات الطب؟، وماذا سوف يفعل من يدرس الطب بعد عدة سنوات؟ وهل استعدت الإدارات المالية للبرامج المحاسبية الجديدة التي تعطيك النتائج أفضل من الجهد البشري؟

هناك العديد من الأسئلة المتعلقة بالوجود والعلاقات، والحياة بشكل عام، منها: هل استعدت المطاعم للأجهزة الجديدة التي بدأت تغزو المطابخ وتخفض عدد العاملين بها؟ وهل استعدت المراكز التجارية والمحال والدكاكين لبرامج الشراء الحديثة التي لا تحتاج للذهاب للمحال للشراء منها؟ وهل فكرنا في قطاع الشحن والتسليم والتوسع الهائل الذي سوف تشهده ووضعنا خططاً لها؟، وهل فكرت شركات المقاولات في الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي سوف تبني المنازل والمباني بالذكاء الصناعي دون تدخل بشري؟ وهل استعد الموظفون لانتهاء أدوارهم الوظيفية بفضل البرامج والأنظمة الذكية؟

هل نحن جاهزون لشبكات التلفزيون الجديدة مثل (نيتفليكس - وأبل تي في - ويوتيوب) التي سوف تهمش أو تلغي القنوات المحلية؟ وهل انتهت الصحف الورقية بعد دخول الصحافة الإلكترونية وإمبراطوريات التواصل الاجتماعي؟ وهل بدأت الجامعات في تقليل التخصصات التي سوف تنتهي وظائفها قريباً وتتوسع في تدريس المهن المستقبلية؟


جميع الأسئلة السابقة تطرح لأجل تحفيز عقولنا للاستعداد، وقد تبقى بعض المهن للمراقبة والإرشاد أو التي تحتاج إلى فكر إبداعي ولكن إلى متى؟


إن أولياء الأمور يحتاجون التفكير قليلاً في كيفية مساعدة أبنائهم لاختيار مهن المستقبل، لكن هل قوانينا وتشريعاتنا محلياً وعربياً جاهزة للمستقبل؟

معظم القوانين والتشريعات تم العمل بها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتم تحديث بعضها في السنوات التالية لم تعد مجدية أمام التطور السريع في كل المجالات المعيشية.. فهل نحن جاهزون للغزو المستقبلي المقبل؟