الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

السودان .. مِعول الدولة الجديدة

السودان يعيش مرحلة من أهم مراحل تاريخه الذي تسارعت خطاه بفعل ثورة الشباب، التي اجتاحت وفرضت الحالة الجديدة في المشهد السياسي، وذلك بغية بناء وطن متوازن بجذور حضارية وقدرة على مواجهة المستقبل، من خلال الاهتمام بالأساسيات التي يقوم عليها هذا البناء.. إنهم الشباب.. وهم المعول الحقيقي لتشكل هذا الأساس الداعم لبناء الدولة الجديدة بالديموقراطية. إن إغفال الشباب وتهميش دوره في المشاركة في إدارة الدولة السودانية، وهيمنة أفكار بالية لأناس هرموا دون طرح خيارات فكرية، أو تقديم مقترحات لحلول ناجعة تواكب فكر الشباب بديناميكيتهم وبأفكارهم التي تنسجم وتواكب ما يحدث في العالم، كانت دائماً أسباباً لأدران الماضي وإدخال البلاد في نفق الفشل المتكرر.
إن التوقيع المزمع في الـ 17 من أغسطس الجاري بشكل نهائي على الإعلان الدستوري بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، والذي سيعقبه بيوم واحد إعلان تشكيل مجلس السيادة، ثم تعيين رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة قبل نهاية أغسطس الجاري، نرى فيه إطلالة لبصيص أمل على أفق المشهد السوداني.
التوقيع سيكون أقوى الرهانات وأعظمها لبزوغ نور من هذا البصيص، بتبني أفكار الشباب، وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في إدارة الحكومة المدنية، لأن بهم المستقبل، وبهم تتقدم الأمم وتسير نحو الريادة، فعلى السودان بصورته الجديدة أن يراهن عليهم، مع ضرورة التخلص من لعبة ترفع النخب وفرض أنفسهم لقيادة الدولة، وإغفال دورهم لأنهم المستقبل ووقوده الثمين الذي يجب الانتباه إليه.وعلى المشروع السياسي الجديد والقيادات الحالية، أن تستفيد من تجارب الانتقالات السابقة في السودان وألا تعيد الفشل الذي دائماً ما كان تسببه النخب، ولكن من المؤمل أن إشراك الشباب في المرحلة القادمة قد يفضي إلى الاستقرار السياسي بالحفاظ على تحالف القوى المدنية الجديدة، لتجنيب البلاد مآلات الفوضى.لقد أصبحت أهمية مشاركة الشباب في اتخاذ القرار وتحفيزه على ذلك جزءاً أصيلاً من الصيرورة الديمقراطية للدولة السودانية الجديدة، فالمشاركة النوعية لهم تعكس حرصهم على الدفاع عن دورهم بحماس وطموح، فلزاماً على الجميع الثقة بقدراتهم و بأنهم سيقودون السفينة بهمة، فالسودان يتطلب تلك الكفاءات الشبابية للولوج إلى المستقبل بقوة الفكر، لكي يغدوا مستقراً ومنفتحاً وليس منكفئاً.