الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الحب الذي جنى عليه شكسبير

في مسرحيته الشهيرة «روميو وجولييت» قدم شكسبير قصة مثالية عن الحب، وبقيت هذه المسرحية علامة تختفي وراءها كل قصص الغرام الحزينة، فلدى كل شعوب العالم حكايات أسطورية أو حقيقية عن نهاية حزينة للحب، هي أجمل من حكاية شكسبير وأكثر رومانسية منها، لكن روميو بقي أكثر العشاق شهرة وبقيت جولييت أكثر المعشوقات يتردد اسمها في الحياة، حتى أن شرفتها في مدينة «فيرونا» الإيطالية أصبحت مزاراً للعشاق والباحثين عن سحر الحكايات. في تاريخنا العربي لدينا «قيس وليلى» و«جميل وبثينة» و«كثير وعزة» وغيرهم، وهي حكايات ترافقها قصائد صادرة عن قلوب متلهفة تنبض بالغرام واللهفة والشوق والحنين.

إن الذي يتأمل مسرحية شكسبير بعيداً عن سحر وجاذبية وعبقرية لغته، سيجد أن روميو وجولييت مراهقان صغيران هو في التاسعة عشرة من عمره، وهي في الثالثة عشرة، أحبا بعضهما لمدة ثلاثة أيام، ومات في هذه القصة ستة أشخاص. فهل هذه قصة حب، أم دراما عن الموت والقتل والانتحار؟.

في حياتنا العادية، خارج القصائد والمسرحيات وملاحم شكسبير، سمعنا قصص حب تستحق أن ترويها الأجيال، وتحتفل بها الشعوب لكنها بقيت منسية في شوارع محلاتنا ومدننا وقُرانا وأمام أبواب مدارسنا.


فالحب لا يحتاج إلى الانتحار بالسُم لكي يبقى خالداً، الحب خالد في قلوب المحبين، وهو يا سيد شكسبير ليس درجات ومستويات ومراتب، (هو أن يكون أو لا يكون). هل تعرف كيف تنام قلوب العاشقات بعد حلول الظلام على هذا الكوكب؟، كيف تتورد الأغاني على الشبابيك وكيف تهرول الضحكات في الأحلام؟


الحب الحقيقي لا يستدعي أن يموت فيه أحد، فنحن حين نقول «نموت على الذين نحبهم»، فهذا يعني أننا نعيش من أجل أن نحبهم.

الحب ليس مناسبة للحزن والبكاء والنحيب، الحب هو الفرح الساطع الذي يشرق كل يوم ويجعل الحياة تستحق أن نغني مع ماجدة الرومي «وعدتك ألا أحبك ثم أمام القرار الكبير جبنت.. وعدتك ألا أعود وعدت... وألا أموت اشتياقاً ومتْ...وعدتك بأشياء أكبر مني فماذا بنفسي فعلت .. لقد كنت أكذب من شدة الصدق».