السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إنسان اليوم والتحديات

كما هو واضح في حياتنا اليومية، باتت هناك جملة من الممارسات الطارئة والحديثة لها وقع لا يمكن الفكاك منه، ولعل من أبسط وأوضح تلك العادات الجديدة، دخول شبكة المعلومات العالمية، وما حققته من قفزات وتطور مهول في عمر زمني قصير لم يتجاوز العقدين من الزمن.
كثير من الباحثين والمراقبين لم يتوقعوا كل هذا الأثر العظيم ولا ما قد تصبح عليه هذه الشبكة من شمولية واعتماد الناس في مختلف الأمم والشعوب عليها، واحدة من أهم أدوات شبكة الإنترنت، مساهمتها الفاعلة الواضحة في تطور تقنيات الاتصالات، ودخول حقبة الهواتف النقالة والتي أصبحت في متناول الجميع وصولاً لحقبة الهاتف الذكي، واليوم نشاهد بوادر دخول حقبة الذكاء الاصطناعي، وما يحمله من تطور في مجال الاتصالات ونحوها، حيث دخول تقنيات جديدة ومبتكرة تختلف تماماً عن طريقة الاتصال المعتاد والمتعارف عليه، ومن هذه السيناريوهات، تلك التي يمكنك عبرها الاتصال بصديق، ومشاهدته أمامك بشكله الكامل، بل إن هذه التقنية لم تعد حديثة وينتظر فقط انتشارها على نطاق واسع.
رغم هذا فإن الشبكة العالمية، الإنترنت، قدمت للبشرية وسائل أخرى في مجال تبادل المعلومات، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، على مختلف التقنيات التي تستخدمها ويوجه كل موقع منها طرق التعامل معها، من هذه يمكن استحضار مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام، وغيرها كثير مما يتم التعارف عليه بمواقع التواصل الاجتماعي، أثبتت أن لها سطوة كبيرة على المجتمعات البشرية، والتغييرات التي قد تحدثها لا تقع على الفرد وحسب، وإنما تشمل المجتمع بأسره، وتتمثل مثل هذه التغييرات في قيم ومبادئ كان مسلماً بها وشرفاً عظيماً التعامل بها، لكن ما يحدث اليوم، ستجد قيماً مثل المصداقية بلا أي غطاء سلوكي وأخلاقي، بل إن من يتمسك بها يناله أذى بالغاً، وقيمة أخرى مثل الولاء والإخلاص، ستجد من يعمل على بعثرتها والتشكيك فيها، ومثل رفض الأكاذيب والدعوة دائماً للتأكد من المعلومات، ستجد من يتعامل وفق هذه الآلية محارباً وتتم محاولة إقصائه، والنماذج عديدة ومتنوعة، ودون أدنى شك فإن مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة وشبكة الإنترنت، بشكل عام، أحدثت الكثر في تفكير وأولويات إنسان اليوم.