الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الفجوة آخذة في الاتساع

هناك إجماع تام على أن أسباب تحمل هيئة الرياضة تبعات التراجع الذي أصاب الرياضة الإماراتية في السنوات الماضية، يعود في الأساس لضعف وغياب اللجنة الأولمبية الوطنية عن الواجهة الرياضية، ما جعلها تعيش فراغاً كبيراً أشبه بالفراغ العاطفي منذ فترة ليست بالقصيرة، الأمر الذي انعكس سلبياً على أداء الرياضة الإماراتية على المسرح الأولمبي، وغياب التعاون واستمرار التباعد من عام إلى آخر بين مسؤولي الجهتين، الأمر الذي أوجد هوة واسعة بين المؤسستين الحكومية والأهلية على حساب الرياضة في الدولة، التي كانت ضحية لذلك الواقع المرير الذي يغلف أجواء العلاقة بين أهم مؤسستين رياضيتين في الدولة.

غياب اللجنة الأولمبية عن مسرح الأحداث المحلية وعدم القيام بأدوارها الفعلية، واختصار مهامها في المناسبات الرسمية كالدورات الأولمبية أو الآسيوية، والبقاء خلف الكواليس رغم أنها صاحبة الحق والقرار الرياضي، أجبر الهيئة على أن تبتعد عنها، وأن تتركها في حالها ليتحول الأمر بين الطرفين لما يشبه الجفاء والخصام، ما خلق فجوة كبيرة في المنظومة الرياضية وكان سبباً في أزمة رياضتنا، التي أصبحت تعاني واقعياً من تلك الفجوة الآخذة في الاتساع بين المؤسستين الأهم والأكبر في الدولة.

المطالبة بإعادة النظر في العلاقة الثنائية بين المؤسستين الأهلية والحكومية، لا يعني أن تتدخل الهيئة في عمل الأولمبية أو تكون هناك وصاية عليها، بل الهدف منها استحداث نوع من أنواع التوافق العلمي والعملي يجعلهما تعملان جنباً إلى جنب، ويلغي الهوة المستمرة بين الطرفين منذ سنوات، والذي تحول لمرض مزمن عانت منه الرياضة الإماراتية ولا تزال، الأمر الذي أضر ـ كما أشرنا ـ بواقع ومستقبل الرياضة في الدولة، ووقوفنا أمام مرحلة انتقالية جديدة يفرض على هيئة الرياضة، مراجعة موقفها وعلاقتها باللجنة الأولمبية كأولوية وكحاجة ماسة لتصحيح المسار، تمهيداً لإحداث النقلة التي من شأنها أن تحرك المياه الراكدة منذ سنوات بين المؤسستين الأهلية والحكومية.


كلمة أخيرة


أهم خطوة تنتظر هيئة الرياضة برئاسة محمد خلفان الرميثي، تلك المتمثلة في إعادة بناء جسور العلاقة المقطوعة منذ سنوات بين الهيئة واللجنة الأولمبية.