السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تفاهمات ألمانيا وتركيا حول سوريا

تفاهمات ألمانيا وتركيا حول سوريا

محمد زاهد غول

في ظل تقاسم النفوذ الدولي في سوريا بين أمريكا وروسيا، وتقاسم النفوذ الإقليمي فيها بين تركيا وإيران، واحتمالية استمرار هذا الوضع أو استقراره لسنوات طويلة، فإن الحكومة الألمانية تبحث عن دور لها في سوريا، بعد أن رأت ضعف موقف الاتحاد الأوروبي من أن يكون صاحب نفوذ في سوريا، وضعف حلف الناتو أيضاً، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلف الناتو بأنه في حالة موت سريري، فكان على ألمانيا أن تبحث عن شريك لها لتطوير دورها في سوريا من بين اللاعبين الأربعة السابق ذكرهم، فإن لم تبحث عن تعاون لها مع أمريكا أو روسيا أو إيران فليس أمامها إلا تركيا.

بهذا المعنى جاء تصريح المستشارة الألمانية ميركل بأن ألمانيا لا يمكن لها أن تعزز دورها في سوريا إلا بالتواصل مع تركيا، فقالت في كلمة لها أمام المجلس الفيدرالي الألماني يوم الأربعاء 27 نوفمبر الجاري إنها عقدت لقاءات مشتركة في أوقات سابقة مع رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وفرنسا إيمانويل ماكرون، وأن الخلاصة كانت تشير إلى أهمية تركيا بالنسبة لحلف الناتو، وأهمية استمرار عضويتها فيه، وإلى أهمية التعاون معها لتأخذ ألمانيا دورها في الملف السوري.

ما يؤكد رغبة ألمانيا التعاون في سوريا مع تركيا هو رفض الحكومة الألمانية قبل أيام الموافقة على ادعاءات حول تسليم تركيا دبابات «ليوبارد» الألمانية إلى الجيش الوطني السوري المشارك في عملية «نبع السلام» شرق نهر الفرات، فقالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين الجمعة (22 نوفمبر 2019): «بطبيعة الحال نحن مهتمون اهتماماً كبيراً بأن يراعي التمسك بقواعد تصدير الأسلحة المتبعة في هذه الحالات أيضاً»، علماً بأن تركيا استخدمت خلال العملية العسكرية في شمال سوريا دبابات ألمانية من طراز «ليوبارد 2» دعماً لقوات الجيش الوطني السوري.


وزعمت تقارير إعلامية ألمانية أن مقطع فيديو لـ«جيش الإسلام» بداية نوفمبرالجاري، أظهر مشاهد تقدم القوات التركية ضد ميليشيات «وحدات حماية الشعب - YPG» في شمالي سوريا قرب قرية باب الخير، وظهرت أيضا دبابة «ليوبارد 2»، وهو ما أكده المتحدث باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) بداية الشهر الجاري.. فهل تسعى ألمانيا للتعاون مع تركيا في سوريا خوفاً من تدفق سيل اللاجئين السوريين عليها، أم بحثاً عن دور دولي تخلت عنه أوروبا؟