الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أهكذا تصنع السعادة في الإمارات؟

يقال في الأثر: «وما عظيم النار إلا من مستصغر الشرر».. فالأمور التي تعتقد أنها صغيرة وبسيطة عند تراكمها تسبب عظيم النار، ونفس الحال تنطبق على المشكلات الكبيرة، فإذا بحثت عن أسبابها تجد أن المشكلات الصغيرة عند تراكمها هي التي تصنع المصائب الكبرى والحل ليس بحلول كبيرة وإنما في إيجاد حلول للمشاكل الصغيرة.

مثال على ذلك، عودة الخدمة المميزة في محطات الوقود بالمجان، وتأجيل خدمة سالك في العاصمة صنعا فرحة، وياليت تكتمل بتخفيض مخالفات (المرور ومواقف)، وهذه نقاط صغيرة ولكن تصنع فارقاً مع الناس.

كم هو جميل لو وضعت دائرة النقل والبلديات مقترحات مستخدمي الطرق في الحسبان مثل: زيادة الجسور والأنفاق في العاصمة، إضافة إلى وضع طرق بديلة لمن لا يرغب في استخدام الطرق الرئيسة في فترات الذروة، ووضع طرق مخصصة للمستعجلين مقابل تعرفة ثابتة، فمن يريد تجاوز الزحمة يمكنه أن يدفع ويتحرك أسرع مثلما يحدث مع بعض الرسوم الحكومية تدفع مقابل (خدمة أسرع).


كما أن التعجيل في تطبيق نظام التقاعد براتب شامل 80% سوف يريح من خدم الوطن لسنوات طويلة، ويفسح الطريق لتوظيف مواطنين جدد، ويسمح بترقية الآلاف من المواطنين الموظفين كل سنة (ويحقق السعادة) بدل الاحتقان الذي لم يرض أحد.


ولا شك أن تخفيض الإيجارات التجارية والصناعية من قبل شركات التطوير والمناطق الصناعية، سوف يحرك عجلة الاقتصاد، فالمستأجرون والمصنعون سوف تقل عليهم التكاليف والمشترون سوف ترخص عليهم المنتجات، والمطورون سوف يضمنون دفع إيجارهم بدلاً من الإفلاس وإغلاق الأعمال.

قضية أخرى، عندما تعرف فاتورتك الحقيقية من شركات الاتصالات بدون تعقيد من أول الشهر ونصف الشهر أو آخره.. (فتعال كلمني) فهناك رسوم الخدمة ثم رسوم الخدمة (أعلاه) إلى رسوم الخدمة (أدناه)، ومع صعوبة التواصل مع هيئة تنظيم الاتصالات فإنك تحس بأنك (تدفع مقابل السكوت وليس الكلام). تُرى من (يشكم) البنوك من تسلطها على التوطين وعلى المقترضين، وتوحيد عقود التوظيف والاقتراض بدلاً من العقود (الهيروغليفية ) والتي لا يفهمها لا الموظف المواطن ولا المقترض المواطن، وتوحيدها سوف يريح الناس (من العبودية البنكية).

في الأخير، يمكن القول: إن بعض المبادرات الاقتصادية والمشاريع التحفيزية في المجتمع تسير على منهاج (بطتنا بطة بطتكم تقدر بطتكم تبط بطتنا مثل ما بطتنا بطة بطتكم).