لا تتركوا يوفانوفيتش وحيداً

بعد أن تأهل منتخب الإمارات لكرة القدم إلى كأس العالم - إيطاليا 1990، لم ينجح أي مدرب في قيادة الأبيض إلى هذا المحفل الكروي العالمي مرة أخرى، وظل عشاق الكرة الإماراتية ينتظرون اليوم الذي يأتي فيه مدرب يوصل الأبيض مرة ثانية إلى المونديال.

منذ 1990 وإلى الآن، خاض لاعبون من أجيال متعاقبة تجارب عديدة مع مدربين من مدارس كروية مختلفة، لكن كل تلك التجارب لم تحقق طموحات الجمهور، كل مدرب أشرف على الأبيض خلال الفترات الماضية حمل معه فسلفته الخاصة من أجل تشكيل هوية الأبيض، لكن كل المحاولات لم تثمر ولم يتأهل المنتخب.

على الرغم من الماضي الذي يحمل في طياته العديد من حكايات عدم التوفيق، إلا أن الأمل ما زال موجوداً وأن حلم التأهل إلى المونديال مرة أخرى يداعب مخيلات محبي الكرة الإماراتية.

كلما يأتي مدرب جديد ترتفع مؤشرات التفاؤل ويكبر حلم التأهل وينتظر الجمهور شكلاً ومضموناً جديدين للأبيض، لكن الحقيقة أن المدرب حلقة من حلقات عديدة وليس كلها، لذا يجب أن تعمل بقية الحلقات بانسجام تام مع المدرب حتى تتشكل هوية واضحة للمنتخب.

حقبة الصربي إيفان يوفانوفيتش لا بد أن تكون مختلفة، لأن هذا المدرب يعرف الكثير عن أسرار الكرة الإماراتية وتجاربها وأين تكمن نقاط ضعفها وقوتها، لكن بالتأكيد أن قيادة فريق النادي تختلف تماماً عن قيادة المنتخب.

وقعت اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي العقد مع المدرب الصربي بسرعة قياسية تحسب للجنة، وهي بهذا تؤكد أن المنتخب أولوية لديها، لكن الشيء الأهم في هذه المرحلة يكمن في ضرورة تغيير إدارات شركات كرة القدم في الأندية تعاملها مع اللاعبين الدوليين الذين يتهربون من الأبيض لأسباب مختلفة، وأن تبادر الأندية بتشديد العقوبات على كل لاعب دولي يرتكب مخالفات انضباطية خلال وجوده في صفوف المنتخب.

لا تتركوا يوفانوفيتش وحيداً في منافسات التأهل إلى كأس العالم، لأن العملية صعبة جداً وتحتاج إلى انسجام جميع الحلقات.