الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

للذكرى والتاريخ

في مثل هذه الأيام قبل ثمانية أعوام نجح منتخبنا الأولمبي لكرة القدم بتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة الإماراتية، بالتأهل لدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، محققاً حلماً طال انتظاره ببلوغ الأولمبياد مع جيل مبخوت وعموري وخليل، وبقيادة المدرب الوطني مهدي علي، وفي مثل هذه الأيام كان منتخبنا أمام محطة تاريخية للعبور نحو عاصمة الضباب، والوصول إلى لندن كان يتطلب تخطي أوزبكستان وسط صقيع وثلوج طشقند، وتحقق ذلك بعد أداء بطولي لأبناء الامارات االذين قلبوا تأخرهم بهدفين لفوز بثلاثة أهداف، قادت الأبيض الأولمبي من ثلوج طشقند إلى مدينة الضباب، في حدث لا يمكن أن يبارح الذاكرة الرياضية الإماراتية.

ثمانية أعوام مضت على تلك الملحمة الكروية فشلنا بعدها في بلوغ أولمبياد البرازيل 2016، وتأملنا خيراً مع الجيل الحالي وقدرته على تكرار سيناريو جيل الذهب بالتأهل لطوكيو 2020، وتشاء الأقدار أن يكون المنتخب الأوزبكي العقبة التي يجب تخطيها لبلوغ الأولمبياد القادم، وكان طبيعياً أن تعيد الجماهير الإماراتية ذكريات التأهل للندن، وتفاءل الكثيرون بإمكانية تكرار مشهد طشقند هذه المرة في بانكوك، ولكن لأن الإنجازات لا تتحقق ولا تتكرر بالأمنيات، كانت صدمة الخروج في غاية القسوة على جماهير الإمارات، التي لا تزال تتلقى الصدمات الواحدة تلو الأخرى وهذه المرة كانت من المنتخب الأولمبي، الذي سقط سقوطاً ذريعاً أمام الأوزبك الذين أذاقونا مرارة الخروج تماماً كما فعلنا معهم قبل ثمانية أعوام.

الخروج المذل لكرة الإمارات من السباق الأولمبي من الدور ربع النهائي بخسارة قاسية أمام أوزبكستان بخمسة أهداف، انعكاس لواقع ما آلت إليه كرة الإمارات وحجم التراجع الذي أصابها في المرحلة الماضية، وبخروج المنتخب الأولمبي الذي كان يمثل مستقبل كرة الإمارات، أصبح هناك يقين لدى الجميع بأن كرتنا تمر بأصعب أزمة في تاريخها، بعد أن أصبحنا لا نملك منتخباً للمستقبل في جميع الفئات والمراحل العمرية، فأي اتحاد هذا الذي عاث فساداً في كرتنا.


كلمة أخيرة


المشكلة ليست في قلة المواهب والتجنيس لن يكون الحل، لأن مشكلتنا الأساسية في العقول التي تدير رياضتنا، وهذا الذي يجب إصلاحه.