الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مطلب غير منطقي

كان الإداريون وأعضاء مجالس إدارات الأندية المحلية يظهرون كثيراً في وسائل الإعلام، يتحدثون عن انتصارات وهزائم فرقهم الكروية، وكانت تصريحاتهم بخصوص المباريات أكثر من تصريحات المدربين والأجهزة الفنية المختصة، هذه الحالة ليست خاصة في كرة القدم الإماراتية، بل حالة موجودة في معظم الدوريات العربية، وهذا نتيجة عدم فهم كل عنصر لدوره واختصاصه في المنظومة.

عندما بدأ أول موسم احترافي في الإمارات 2008ـ2009 أخذ تنظيم المسابقات يتطور وأصبحت هناك مؤتمرات صحافية قبل وبعد المباريات يتحدث فيها المدربون، وكذلك أُنشئت المنطقة الإعلامية المختلطة ليدلي فيها اللاعبون بتصريحاتهم ووجهات نظرهم عن أسباب الفوز والخسارة بعد كل مواجهة.

ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أحدث نقلة نوعية في إيصال رسائل العاملين في كرة القدم، فهناك إداريون يستخدمون هذه الوسائل بصورة واضحة للتعبير عن آرائهم بخصوص نتائج وأداء المباريات، وكذلك أصبحت هذه الوسائل منصات لمهاجمة مجالس إدارات الأندية وشركات كرة القدم، خصوصاً عند الخسارة أو الهزائم المتكررة.


في زمن الاحتراف، لا بد من أن يعرف كل شخص دوره في منظومة الفريق، فليس من الحكمة أن يدلي رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم بآراء فنية أو يلعب دور المدرب في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وكذلك ليس من المعقول أن يلح بعض المشجعين على إجبار أعضاء مجالس إدارات شركات كرة القدم للتحدث عن أسباب خسارة ما.


في زمن الاحتراف، كل فرد عليه أن يؤدي دوره بأحسن صورة وليس عليه أن يلعب دور الآخر، لذا ليس من المستحسن الإلحاح على رؤساء وأعضاء مجالس إدارات شركات كرة القدم لشرح أسباب ضعف الأداء أو النتائج السلبية.

عدم رد رئيس مجلس إدارة شركة ما على إلحاح بعض المشجعين في وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الإدلاء بتصريحات من اختصاص المدرب لا يعني عدم الاهتمام بمشاعر الجمهور، بل إنه أمر احترافي، أي أنه يترك الأمر لصاحب الاختصاص.

مطالبة رؤساء شركات الأندية والأعضاء بالاعتذار للجمهور عن كل خسارة تحدث للفرق مطلب غير منطقي ومبالغ فيه، ونأمل ألا ينتشر في وسطنا الكروي.